الأستاذ محمد صفوت السقا أميني الذي عاش بدايات رابطة العالم الإسلامي، وساح في كل أرجاء الدنيا حاملاً رسالة – الرابطة – في اصرار عجيب، وايمان كبير، وقد امتد عمله لسنوات طوال، وكان له جهده الخارق فيما يقوم به.. وقد أثبت بعد مشوار طويل مع الرابطة وأمنائها الذين عمل معهم.. بعد تقاعده ركن الى متابعة ما يدور حول العالم الإسلامي من نزاعات وفروقات.. كان يعتصره الألم، وهو يرى كل ذلك، وتجيش به الرغبة في الذهاب الى بؤر النزاع للمساهمة في حلها.. ذات يوم، وكان يجمعني به لقاء في مكتبي ان قال لي.. تعرف إن الرابطة قامت بأدوار غاية في الأهمية للاصلاح بين الأمة الإسلامية إذا ما نازعها منازع أو حدثت بينهم ملاومة.. كنت أحس من خلال حواره صدق ما يقول.. ولأنه رجل مخلص.. أفرد بقية حياته في ملازمة – زوجه – التي كانت تعاني من هذا المرض المنتشر هذه الأيام "الزهايمر"، وكان ملتصقاً بها يرعاها، ويحنو عليها حتى أنه اهتم بهذا المرض بحثاً وتدقيقاً..لقد كان مضرباً للمثل في الاخلاص والرعاية. قبل يومين نعاه الناعي بعد مرض امتد به أو معه طويلاً ذهب في يوم فرحتنا بيومنا الوطني. فكما يقال في غمرة الفرحة لا يعلم مما يجري من فقد. إنه الرجل الذي لازم كلاً من الأمناء العامين للرابطة التي بزغت على أيديهم في عام 1381ه، وهم على التوالي معالي الشيخ محمد سرور الصبان ومعالي الشيخ محمد صالح قزاز ومعالي الشيخ محمد علي الحركان رحمهم الله.ورحم الله الشيخ محمد صفوت السقا أميني على ما قام به خلال مسيرته في الرابطة.