حذر خبراء من عودة قوية لتنظيم القاعدة في العراق، حيث حصد العنف المتصاعد هناك قرابة 8 آلاف قتيل العام الماضي، في حصيلة هي الأعلى خلال الأعوام الخمس الماضية. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن مليشيات راديكالية مرتبطة بتنظيم القاعدة في العراق هددت بالسيطرة على مدينتي: الرمادي والفلوجة، وخسرت الولاياتالمتحدة في الأخيرة، العديد من الجنود هناك إبان الحرب العراقية. وكرر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أثناء حملته الانتخابية لولاية ثانية في 2012، مرارا بأن القاعدة على "وشك الهزيمة"، لكنه عاد ليوضح في 2013 بأن تصريحاته تلك المعني بها "قيادات القاعدة" التي نجحت إدارته في القضاء على عدد منهم، أبرزهم مؤسس التنظيم، أسامه بن لادن. وأودى العنف بحياة نحو 8 آلاف شخص مدني، وأكثر من ألف من عناصر الأمن في العراق العام الماضي، وهي أعلى حصيلة منذ خمس سنوات، بحسب الأممالمتحدة. ويتواصل العنف الدموي الذي حصد ما لا يقل عن 80 قتيلا الجمعة. وقال ديفييد غارتنشتاين-روس، كبير الباحثين بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: على أي نحو تنظر إليها فهي حركة تتنامى وتوقع قدرا كبيرا من المذابح أينما حلت بمناطق العالم." وتمتد تلك المناطق من العراق، حيث لقي قرابة 8 ألف شخص مصرعهم، وهو أعلى من حصيلة ذروة العنف هناك خلال عامي 2006 و2007، لتصل إلى سوريا حيث تشتعل حرب أهلية، بحسب غارتنشتاين-روس. وأكدت مصادر أمنية عراقية لسي إن إن سقوط 80 قتيلاً على الأقل، خلال المعارك التي تجددت في عدة أنحاء بمحافظة الأنبار الجمعة، بين مسلحي العشائر، المدعومين بالقوات الحكومية، ومسلحين موالين لتنظيم القاعدة. وقال مسؤول رفيع في وزارة الداخلية إن 60 على الأقل من القتلى، الذين سقطوا في معارك الجمعة، ينتمون لتنظيم القاعدة، أو تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروف باسم "داعش." وأكد مسؤولون في شرطة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار، أن المدينة شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة ومسلحي العشائر من جانب، وعناصر تنظيم القاعدة من جانب آخر. وأشارت المصادر إلى سقوط "عشرات" القتلى في الرمادي الجمعة، إلا أنها لم تتمكن من تقديم حصيلة نهائية بعدد الضحايا. وخلال أداء صلاة الجمعة في إحدى الساحات بمدينة "الفلوجة"، شاهد مراسل معاون لسي إن إن عدداً كبيراً من المسلحين، كانوا يضعون أقنعة على وجوههم، وسط آلاف المصلين. وبعد الانتهاء من الصلاة، خاطب عدد من هؤلاء المسلحين المصلين، وقدموا أنفسهم على أنهم من عناصر "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وطلبوا منهم الانضمام إليهم في القتال ضد الحكومة.