ديوان جديد صدر للشاعر السعودي إبراهيم عبدالله الجريفاني بعنوان: "انسنة الحرف" الصادر عن بيسان للنشر والتوزيع والاعلام، وهو يتضمن مجموعة من القصائد المختلفة المعنى والمغزى والشاعر يهيدها لكل من له اثر وأثر في حياته، كذلك كتب انسنة الحرف، ويوضح هدفه قائلاً: سأكتب أنسنة الحرف لعل الحروف الانسانية.. يقرؤها يوماً ما إنسان.. إنسان.. إنسان وقد شدد ثلاث مرات على دور الإنسان، فاي إنسان يريد الشاعر، هل ذاك الذي يشك في في نفسه؟ أكاد أشك في نفسي.. ذات صباح حين اعتقدت أن الشمس مازالت مشرقة ص112 ام الإنسان الذي يسير بلا هدى! في كل يفرض السؤال، هل تهرول ونستبق لهدف..؟ ونصدم حين نكتشف أننا نسير بلا هدف.. ص68 أم هو الإنسان الذي قصد البحر للاغتسال من هموم الأمة! قصدت.. البحر اغسل همي ص51 وأي هم يعيشه الشاعر؟ حين نمارس إثم الكتابة اننا نعبر من خلال الكلمة.. عن رثاء انفسنا ومواساتها ص149 وهنا يتوارى الشاعر خلف الانثى فيدعها تبوح ألماً من حقي أن أحب يكفيكم.. ما سلبتموه مني.. فرحتي.. انوثتي.. حتى صوتي.. *** أنتم وأغلالكم تمارسون.. وأد الجاهلية الأول ضعوا القيد في معصمي وفكري إلا روحي لا تملكونها ص134 نعم يقصد الشاعر ابراهيم عبدالله الجريفاني الروح المأسورة والتي تود الانطلاق من سجنها، وحين يكتب في قصيدة (جداول قادتني إليك) نكتشف عمق الهم المسكون في داخله: ايتها الروح الراغبة في السمو أنطلقي بجناحي الحب عربدي بالفكر أصرخي تمردي أرقصي ص156 لكن أبياته: لملمي بقايا روحك المنكسرة ضمي إليك وسادتك.. واغتسلي بالدمع ص84 يشتم منها، ذاته العابقة نبض الأمل لكن.. لا تيأسي ص84 ولأن حبيبته سمعت نداءه، فعلق قائلاً وبدأ الحوار بينهما: سمعتك تقولين أو كأني بك كتبتها في سمائي.. هيا.. هيا.. ص63 لقد دعته بعدها فأجاب: دعوتني.. لم اتردد بالاجابة هيا.. إلى لقاء قريب ص63 فترد عليه تعال ل نكون روحين التقيا ص69 فيجيبها: أيتها الروح المتمردة اسكبي لي من نبيذ روحك لعلي انتشي فوق جداول قادتني إليك ص135 ويسمو الشاعر حين يحول حبه من الحبيبة إلى الوطن اعتقدت منذ تعلقت بك أنك الوطن, ص160 ويتوق للهروب بعيداً، ويكون صادقاً مع نفسه ليمنحها الحب والحاجة لرفقة الحياة: لعل الحاجة لرفيف الحياة تجعلنا نسافر ولكن إلى أين؟ تعلمين أني بعيد.. بعيد فتجيب: ولكن ما تلبث ان تعود ص68 هذا الحوار المتوقد في قصائده والمتواري بين الكلمات يخفي لدى الشاعر أنيناً خافتاً يحاول أن يرسمه بالكلمات: القلم تخضبت محبرته بالنزف ص150 وهل يتحمل قلب الشاعر كل هذا النزف؟ لم يعد قلبي ملكي، فقد أضناه الأنين إنه يبحث عن الأمان، ولكن أين الأمان وسط الجراح الغائرة، هل ينام الشاعر مرتاحاً على مخدته وسط هذا الخزي والعار: صمت صمت صمت اشارته إلى الصمت أيضاً ثلاث مرات، كما فعلها في تكراره للإنسان، وكأنه يقول لنا، ان صمت الإنسان أبلغ تعبيراً عن الهوان. وشاعر مجدد، له بلاغة الكلمة، وألم التعبير وحدق القول، متحسس وصاحب شعور جميل شعوراً ينتابني.. يزيدني شوقاً.. للبحث في اغفائتي ص222 قاسم قاسم (1) ابراهيم عبدالله الجريفاني، أنسنة الحرف، بيسان للنشر والتوزيع والإعلام، 2009..