أقامت رابطة العالم الإسلامي العالمية في مكتبها الاقليمي بالرياض ضمن ملتقاها الأدبي الشهري امسية شعرية للشاعرين الدكتور محمد بن سعود الحليبي والأستاذ الشاعر ظافر بن علي السيف، وذلك مساء الاربعاء 28/ 1/ 1429ه وقد ادار اللقاء الدكتور عبدالقدوس ابو صالح، رئيس الرابطة وحضره حشد من الإعلاميين والأدباء والمثقفين، وجمهور من محبي الأدب الأصيل. تقاسيم بوح ونبض قلب بعد ان رحب الدكتور عبدالقدوس ابو سالم بالشاعرين، وعرف بسيرتهما الذاتية والادبية شدا الشاعر الدكتور محمود بن سعود الحليبي قصيدته: (تقاسيم بوح): لروحك روحي قطفت جنايا وبعثرت حولك اغلى الخبايا وحلتت فوق جناحي عشقك انشره من عميق الحنايا هنا تتجلى لغة عذبة بعبارات دافئة تتواصل مع القارئ حين يجدد الشعر فينا انداء الروح، هنا تبوح للشعر مكنونات النفس من عمق الحنايا، هنا يرقى بك الشعر ليكون اغلى من الحنايا. اما الشاعر ظافر على السيف فهو يسكب نبض القلب في اناشيده، بل يغدو مداد حروفه من وريده، ولذلك نعيش في وجدانه حين يقول: نبض قلبي سكبته في نشيدي وحروفي مدادها من وريدي يا قصيدي ذد عن حمى الحق دوما لست مني ان لم تذد يا قصيدي مركب الأدب والنداء غير الأخير وفي قصيدة النداء الاخير الى الفرس الهاربة، للشاعر محمود الحليبي يمضى الى التشخيص، إذ يعقد محاورة بينه وبين فرسه البيضاء، ليحن إليها، وتحن اليه، يشتاق اليها ويتألم لألمها، ويرقى تعبيره الشعري، فيرجوها أن تعود اليه بعد فراق واسى: لا شعر بعدك ان مضيت فعودي ترجوك جرة مرسمي وردودي ترجوك دالية زرعت بمهجتي يشكو اليك جفافها عنقودي وانا لا اصدق ما يدور بقصتي الخط خطي والعقود عقودي ويبحر شاعرنا ظافر السيف نحو العلا من ظلال الادب. فلم تكن قصيدته: (مركب الادب) الا ابحاراً في ذاكرة الأنا الشاعرة التي تتوجد مع (الجماعة) وهنا نقف ملوحين لمركبه: ابحرت نحو العلا في مركب الأدب وما لدرب الهوى واللهو من ارب وما فخرت بأياتي ولي نسب لكن ديني اغناني عن النسب حسبي من الفخر اني مسلم سجدت لله جبهته في اطهر الترب رسالة إلى يوم النصر الموعود لم تغب هموم الامة وآمالها عن الشاعرين، فقد جعل الشاعر محمود الحليبي غربته ووحدته غربة للامةن وتعبيراً عن اوجاعها ومصابها وذلك في قصيدته (وحدي)، اما الشاعر ظافر السيف فهو يرنو الى نصر الامة الموعود في قصيدته (رسالة الى يوم النصر الموعود): متى تأتي فقد طال الغياب وحلق في جوانحها العذاب وامتنا الجريحة كل يوم يهال على كرامتها التراب فمن فمها الرصاص الى الاعادي ومن دمها تخضبت الحراب وتأتي قصيدته الثانية ملبية نداء اللغة العربية التي هجرها ابناؤها واعرضوا عنها الى لغات غريبة هجينة، فيشدو على لسان اللغة العربية متألما حزيناً: ناديت فانتفضت حروف ندائي واطال ليل الراقدين شقائي ناديت قد اسمعت من ناديته لو كان من ناديته في الاحياء حولي مؤامرة تحاك خيوطها ومعاول تشتد في الظلماء ما ضرني كيد العدو وحقده فلكم هزئت بحملة الاعداء ولكم جرت خيلي يزف صهيلها نصراً يغيظ اللاهثين ورائي لكن قلبي ذاب من فرط الأسى لما رأى الاعراض من أبنائي شدو اصيل وقد اشاد الدكتور عبدالقدوس ابو صالح بهذا الشدو الاصيل للشاعرين واثنى على شعرهما الذي حمل مضمون مشرقاً في شكل راق، كما نالت القصائد الملقاة استحسان الحضور، وعبر الشاعر الكبير عبدالرحمن بن صالح العشماوي الذي حضر الامسية عن اعجابه بقصائد الامسية، وشارك فيها بقصيدة تصور موقفاً من سيرة الخليفة الراشد عمر بن الخهطاب رضيى الله عنه في اهتمامه برعيته ألقاها بصوت ندي عذب من ذاكرته، كما شارك عدد من الشباب الضيوف بقصائدهم.