هناك رجال يتحلون بالطيبة وبالسماحة ونصاعة القلب لا يتوقفون عند صغائر الامور فتراهم يتجاوزن الاساءة سريعاً ويذهبون الى ما هو أجدى لهم وللآخرين: ومن اتحدث عنه اليوم . حيث اراه من شباك الذكريات. هو ذلك الرجل الانسان والمرهف الحس لشاعريته الحالمة الذي يغرف من مخزون مفردات بيئته. حيث يأتي بتلك المفردة في سياق بسيط وكأنها لا تقبل الا هذه – المفردة – ولأضرب مثلا بتلك الكلمة التي أتت في قصيدته المشهورة مراوح الحرم عندما قال مراوح الحرم ماذا يضيرك لو "انبرمت" قليلا .. كلمة وانبرمت أتت في موقعها ما علينا لا اريد ان اتحدث هنا عن شاعريته السلسة ولكن لتأخذني الذكريات عنه في تعامله مع الآخرين اذكر في عام 1383ه عندما كان رئيساً لنادي أحد وكانت هناك – زوبعة – ادارية حوله كان يقابلها بكل بساطة رغم تصاعد تلك الزوبعة الى ان وصلت الى الطلب من الجهات المختصة عن الرياضة ايامها عدم تسليم النادي دخل مباراة الكأس بين اشبال أحد واشبال الوحدة المقامة على ملعب الصبان في جدة وكان يومها حارس اشبال الوحدة علي داوود "سلمه الله". ولان – المضايقة – له بلغت ذروتها كان تصرف بعض اللاعبين معه قاسياً بل حدث ما لا يحمد منهم معه ومع هذا كان رجلا حليماً صبوراً يرعاهم كأبنائه وبعد نهاية المباراة التي كسبتها الوحدة بهدف كان ان دعا نادي الاتحاد الفريق الاحدي الى وجبة عشاء في مقره في طريق المطار القديم.. وكان أيامها رئيس النادي يوسف الطويل وكان الغراب في عز نجوميته فعندما حضر الفريق الاحدي الى مقر النادي وعلى سلم المقر كان ان انزلقت عباءته عن كتفه وكان خلفه الشيخ أحمد محروس "ابو طه" رحمه الله.فلباقة منه قام بتعديل "المشلح" المنزلق فالتفت فرأى "ابو طه" يعدل "المشلح" فأسعده ذلك التصرف.. فكان يقول لولا ابو طه رفع المشلح لعرفتم كيف كنت اتصرف معكم.هكذا تجاوز عن كل تلك التصرفات المتطاولة ضده مقابل حركة بسيطة قام بها واحد من كبار – جماهير – الفريق. انه ذلك الشاعر الكبير حسن مصطفى الصيرفي الذي رحل عنا بعد ان ملأ الحياة حوله نشاطاً وحيوية لقد كان رحمه الله متعدد الانشطة فهو الرياضي الاول في المدينةالمنورة وهو صائغ للكلمات الغنائية أسمعه وهو يصوغ هذه الاغنية "يا شجرة الزنجبيلة .. شوف النخل كيف مايل في الجزع كانه عرايس".. غطى بشعره الجنينة خلى الجنينة خميلة يا شجرة الزنجبيلة وهو من يعرف في المقامات الموسيقية حيث كان له دراية بالعزف على العود وكان استاذاً في لعبة الشطرنج.. بل كان واحداً من الكتّاب "الساخرين" حيث كان يوقع تحت ما يكتبه في جريدة المدينة الاسبوعية اسم "أشعب" كما انه أحد كتّاب "الكسرة" وهو نوع من انواع الفنون الشعرية رحمه الله واسكنه جناته.انه صيرفي الكلام.