ستانيشيتش: بلوغ نهائي الدوري الأوروبي أهم لليفركوزن    استمرار هطول أمطار رعدية متوسطة على معظم مناطق المملكة    النصر يهزم الأخدود بثلاثية في "روشن"    بيئات قتالية مختلفة بختام "الموج الأحمر 7"    35 طالباً سعودياً يرفعون التحدي ب"آيسف 2024″    629 موقعاً مزيفاً تستهدف جيوب السعوديين ب«الاحتيال»    مقرن بن عبدالعزيز يرعى حفل تخريج الدفعة السادسة لطلاب جامعة الأمير مقرن    الشاعرة الكواري: الذات الأنثوية المتمردة تحتاج إلى دعم وأنا وريثة الصحراء    العرب ودولة الإنسان    حين يتحوّل الدواء إلى داء !    أدوية التنحيف أشد خطراً.. وقد تقود للانتحار !    مصير مجهول للمرحلة التالية من حرب روسيا وأوكرانيا    الاتفاق والنصر إلى المباراة النهائية لممتاز قدم الصالات    الاتحاد يتغلّب على الهلال وينتزع ذهب نخبة الطائرة    جمال الورد    ذكاء التوقيت والضمير العاطل    المركز الوطني للمناهج    ب 10 طعنات.. مصري ينهي حياة خطيبته ويحاول الانتحار    سقوط الجدار الإعلامي المزيف    99 % انتشار الإنترنت في المملكة    جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز تحتفل بتخريج الدفعة السادسة    رَحِيلُ البَدْرِ    انكسار الهوية في شعر المُهاجرين    المقاهي الثقافية.. والمواهب المخبوءة    مفوض الإفتاء في جازان يشيد بجهود جمعية غيث الصحية    لاعبو الأندية الإيطالية خارج القائمة.. ولاعبو «البريمير ليغ» الأكثر حضوراً    الاتفاق يكمل جاهزيته لمواجهة الاتحاد في الجولة 31 من دوري روشن    «البعوض» الفتاك    تعزيز الاستدامة وتحولات الطاقة في المملكة    أمير منطقة جازان يلتقي عدداً من ملاك الإبل من مختلف مناطق المملكة ويطّلع على الجهود المبذولة للتعريف بالإبل    الحياة في السودان مؤلمة وصادمة    رئيس جامعة جازان المكلف ⁧يستقبل مدير عام الإفتاء بالمنطقة    رئيس المجلس العسكري في تشاد محمد إدريس ديبي إتنو يفوز بالانتخابات الرئاسية    أولمبياكوس يهزم أستون فيلا ويبلغ نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    أمانة الطائف تسجل لملّاك المباني بالطرق المستهدفة لإصدار شهادة "امتثال"    أسماء القصيّر.. رحلة من التميز في العلاج النفسي    كيف نتصرف بإيجابية وقت الأزمة؟    حقوق الإنسان في القاموس الأمريكي    رسالة من أستاذي الشريف فؤاد عنقاوي    بلدية صبيا تنفذ مبادرة لرصد التشوهات البصرية    وزير النقل: 500 ريال قيمة التذكرة بين الرياض وجدة.. ولا نتدخل في أسعار «الدولية»    دلعيه عشان يدلعك !    للرأي مكانة    تجنب قضايا المقاولات    شركة ملاهي توقّع اتفاقية تعاون مع روشن العقارية ضمن المعرض السعودي للترفيه والتسلية    مكان يسمح فيه باقتراف كل الجرائم    قُمري شلّ ولدنا    تدشين مشروعات تنموية بالمجمعة    "تاسي" ينهي تداولات الأسبوع على تراجع 1.4%    الملك وولي العهد يعزيان رئيس الإمارات في وفاة هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان    مستشار أمير منطقة مكة يرأس الأجتماع الدوري لمحافظي المنطقة    مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة" من تركيا متجهة إلى المملكة    نائب أمير عسير يتوّج فريق الدفاع المدني بكأس بطولة أجاوييد 2    مفتي عام المملكة يستقبل نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي    المملكة تدين الاعتداء السافر من قبل مستوطنين إسرائيليين على مقر وكالة (الأونروا) في القدس المحتلة    أمطار رعدية ورياح تؤدي إلى تدني في الرؤية بعدد من المناطق    القيادة تعزي رئيس البرازيل    فهيم يحتفل بزواج عبدالله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحفي الهادر والضاج في صمته علي خالد الغامدي يواصل حواره مع رئيس التحرير .. بحثت عن عشيقة ثالثة بعد أن مللت من العشيقتين
نشر في البلاد يوم 10 - 05 - 2013

ولان الحوار معه ممتع لما يملكه من ذكريات في شارع الصحافة الذي بهره بنيونه ولكنه لم "يغش" بصره فكان يعدو فيه كأي فارس يسابق في ميدانه بكل خيلاء لا ينظر تحت أقدامه فكانت حوافره تحاول أن تلتصق بها بعض الحشائش ولكنه لم يعبأ بها.إنه واحد من أولئك الذين يشعرون في داخلهم بالظلم الشديد الذي لحق به وبقدراته ولكنه كان يسخر من ظلمه ومن ظالمه.
إنه يشعر بمرارة لنكران مسيرته فهل هذا النكران ناتج لسلبيته تجاه "نفسه" كما يقول بعضهم عنه أي في انسحابه من أية مواجهة مكتفياً بما يحمله من موهبة وقدرة وبانها قادرة على الدفاع عنه والانصياع لكل ما يريد.
أم هو كما وصفه صديقه عندما سئل عنه عندما قال عنه قولته الصحيحة: أعز نفسه.. فأضاعها.
إنه ذلك الموهوب الذي كان أحد عناصر العصر الذهبي لجريدة المدينة علي خالد الغامدي الذي أبحرنا معه الأسبوع الماضي لنواصل حوارنا معه اليوم قلت له:
لنعود الى قولة معالي الشيخ محمد عمر توفيق يا ابني انا لا افهم الا في الادب فما هو الانطباع الذي خرجت به عنه عندها,
- بلاشك لقد كان موقفاً صادماً لي لكنه أشعرني باحترام شديد له لأنه لم يتعامل بتعالي كما يفعل البعض انه رجل صادق وأمين واكبرت ذلك فيه.
لحظة الانتصار التي ذكرتها الاسبوع الماضي حدثنا عن تلك اللحظة؟
- كما قلت لك عندما كلمني محمد سعيد باناجة وكان مدير عام المؤسسة، وعلي سعيد الغامدي مدير عام الإدارة, وقاما بزيارتي في بيتي وطلبا مني قبولي لرئاسة التحرير التي رفضتها عندها شعرت بالانتصار.
وأردت أن أخرجه من – حزنه – الذي لمحته عليه فقلت له لك مقولة بأن هناك رابطا خفيا بين نادي الاتحاد، وجريدة المدينة، وطلال مداح: هل تفصل لنا هذا الرابط، ولماذا أضاف محمد صادق دياب رحمه الله اسمك لهم..؟
فقال وهو ينظر الى البعيد كأنه يتذكر ذلك القول.
- كان السؤال الذي طرحه الزميل سالم مريشيد يومها: ثلاثة أشياء تجد نفسك فيها من حيث سوء الحظ.. يومها أسرعت بالاجابة: نادي الاتحاد، وجريدة المدينة، وطلال مداح..
وأعجبت الاجابة صديقي محمد دياب الى درجة تناولها بالتعليق ثلاث مرات (اخرها قبل وفاته بعدة اسابيع في زاويته بالشرق الأوسط) وهو في الأساس الذي أجازها من خلال اشرافه على ملحق الاربعاء، ونُشرت ضمن (الفصول الأربعة) عام 1410ه - 1990م، واشار في احدى المرات الى ان سوء الحظ لم يدم طويلاً فهذا نادي الاتحاد يحصد البطولات بالجملة، ثم عادت حليمة لعادتها القديمة، وهذه جريدة المدينة تتخلّف من وقت لآخر عن (ركب الجميلات) أيامها..
وهكذا هو سوء الحظ المشترك بين الثلاثة (شعبية، وجماهيرية) بدون حظ، أو قليلة الحظ على طريقة المثل البلدي القديم الذي يقول (قليل الحظ يلقى في الكرشة عظمة).!
وأنت أين مكانك بينهم؟
- أما بالنسبة لي فان (سوء الحظ) يكون ضدي أحياناً، ويكون معي أحياناً - كما بقية الثلاثي - وهناك قصة شعبية تقول ان الحظوظ أقامت سباقاً من جدة، إلى بحرة (ثلاثون كيلو متراً) فتبارت الحظوظ لتفوز بالجائزة، وبقي أحد الحظوظ جالساً، وعندما شاهده صاحبه على هذه الحالة عاتبه بشدة على تخلّفه عن السباق فرد عليه:
عاجبك، وإلا أنام..؟
أنا الرابع من حيث الشكل وقد انتقدني أحد الزملاء الأعزاء عندما سُئل عني فقال: (أعز نفسه حتى أضاعها).!
وهل هذا مدح أم ذم؟
- لا أعرف - حتى الآن - إذا كان هذا مدحاً، أم ذماً، أم هو مدح في صيغة ذم، أو ذم في صيغة مدح، وفي الحالتين فانني مُعجب بهذا (التقييم) وقد جاء في وقته المناسب، وقد طالب عدد من الزملاء، والأصدقاء ان يبقى هذا التقييم مُرتبط بمشواري الصحفي، وألا يتراجع من أطلقه سواء كان يُريد مدحاً، أو ذماً (وأنا أربأ به أن يكون ذماً، وأهلاً به في الحالتين)..
توقف الحوار بيننا للحظة كأننا نسترجع شيئاً من الماضي فقلت له:
عنوان استفزك كثيراً دون أن يكون له مردود ايجابي على الجريدة..
- عنوان عن خبر عزاء يقول بالنص (آل فلان، وفلان يستقبلون المعزين في فرح)..
وماذا في هذا؟
- ابنتهم المتوفية اسمها فرح، وكان يمكن أن يكون العنوان آل فلان، وفلان يستقبلون المعزين في ابنتهم فرح، أما بالشكل الذي نشر به الخبر فهو أمر مُزعج ومؤلم لأهل المتوفية رغم وضع اسم فرح بين قوسين..
وبماذا يذكرك هذا العنوان؟
- هذا يعيدني لعنوان قديم قرأته في صحيفة مصرية نشر قبل حوالى 15 عاما - على ما أظن - يقول: إلقاء القبض على الشعراوي في شقة مفروشة، وتقرأ الخبر، فاذا هو يتحدث عن شخص عادي نهاية اسمه الشعراوي، والتعمدّ هنا هو (اثارة صحفية) لكنها اثارة سخيفة للغاية، وفيها (سماجة) لانها تحمل اساءة لرمز ديني كبير لا يصح، ولا يجوز ايراد اسمه في عنوان بهذا الشكل..
هل تعتقد أن الصحفي - الموهوب - يستطيع أن يتوقف عن هذا العشق..؟
- مستحيل إلا إذا أرغم، أما غير ذلك فان بامكانه مواصلة هذا العشق بالكتابة، والتأليف (تماماً كما اللاعب الذي ينتقل من اللعب فوق المستطيل الأخضر ليصبح هو من يُدير من يلعب فوق هذا المستطيل)..
هل يمكن كل اللاعبين يفعلون ذلك؟
- صحيح ان كثيراً من اللاعبين لا يتحولون الى مدربين، كما ان كثيراً من الصحفيين لا يصبحون كتّاباً، أو مؤلفين لكن باب الصحفيين لاستمرار عطاء المواهب أشد ضيقاً من باب اللاعبين ليصبحوا مدربين.
وما هو السبب في ذلك؟
- سبب ذلك ان بعض القائمين على ادارات الصحف يخافون من استمرار أصحاب المواهب الى جوارهم، أو حولهم يمارسون تقديم مواهبهم فيقع المحظور، وتنكشف قدرات هذه القيادات الصحفية بعد اجراء المقارنة لذلك فلابد من طي صفحات الموهوبين، أو اجبارهم للعمل مع أشخاص دونهم موهبة، والكارثة ان يكونوا رؤساء لهم..
* وهل تعتقد أن هذا التضييق على الصحفيين الموهوبين فقط؟
- ليس صحيحاً أن (التضييق) قاصر على الصحفيين الموهوبين فقط بل هو يشمل بالضرورة معظم المبدعين (نثراً، وشعراً) وعليهم (على فئة المبدعين هذه) ان تبحث عن واسطة لقلوب المهيمنين على وسائل النشر الصحفي، ومن ثم انتظار ما سيسفر عنه هذا النشر من كسب مادي هو في الغالب لا يليق بمكانة المبدع إذا ما قُورن بما يحصل عليه الصحفي (الخالي من أي موهبة باستثناء موهبة الجلوس على الكرسي)..
هل لديك شواهد على هذا الأمر؟
- لقد ابلغني أحد هؤلاء المبدعين ان حجم التقدير المادي لدى بعض الصحف لا يتجاوز بأية حال من الأحوال قيمة قطع اشارة مرور، أو الوقوف في مكان ممنوع )هذا إذا وفت الجريدة بالتزاماتها، وغالباً لا تلتزم وتعتبر أن النشر - في حد ذاته - هو المكافأة التي تُقدمها للموهوبين)..؟
توقف الحوار بيننا مرة اخرى لألمح على صفحة "جريدة" مهملة أمامنا رسماً كاريكاتورياً فقلت له: كاريكاتير كان أفضل من مقال هل تذكر؟
- أعجبني اسلوب هذا الكاريكاتير وكلماته المختصرة، المعبرة حيث يتحدث عن الوضع الراهن فيقول (الواقع المر بيرفع الضغط، والواقع الحلو بيرفع السكر، تختار إيه)..؟
وماذا تختار أنت؟
- لا ماذا نختار نحن اليوم في العالم العربي وقد أصبح وضعه في (قمة السوء).. كان لدينا قبل ستين عاماً شعب عربي واحد فيه مصطلح (لاجئ) فلسطيني، الآن لاجئ عراقي، لاجئ سوري، لاجئ ليبي انضموا الى قائمة اللاجئين الفلسطينيين.
وأمامنا لبنان - بين البينين - والسودان كذلك وربما تتواصل مسيرة اللاجئين العرب من هنا، وهناك (ولم أنس اليمن، والصومال)..
وماذا فعلت مع هذا الرسام؟
- لا شيء الا ان شكرت لرسام الكاريكاتير الذي نفض هذا - الغبار - في وجهنا..؟
ما رأيك في تعيين رئيس تحرير سابق مستشاراً اعلامياً لإدارة من الإدارات الحكومية؟
- تقصد أمانة جدة هذا يعني أن الأمين الجديد لديه (انجازات) غير مسبوقة، ويريد من ينقلها للناس أن يكون على هذا المستوى الرفيع، أو ان يكون هناك من يتربص بانجازاته فحرص على أن يكون لديه رئيس تحرير سابق (له خبرة) في هذا الشأن فيدفع عنه كيد الكائدين..
والخشية هنا ان تنفتح شهية رؤساء التحرير السابقين من الأكاديميين فيحلمون بأن يُصبحوا مُستشارين اعلاميين في بقية الامانات..؟
على ذكر من يتولي الرد في الادارات الحكومية.
هل تذكر أحداً ممن كانوا يتولون العلاقات العامة ويقومون بالرد على ما يكتب عن إداراتهم بشكل غير استفزازي؟
- نعم كان الزميل أحمد الغامدي علماً بارزاً في العلاقات العامة في أمانة جدة لسنوات، وسنوات، ولم يغضب في يوم من الايام من مقال كتبه صحفي هاو، أو مدفوع تهجم على الأمانة، أو على المسؤولين فيها..
كان بشوشاً، مُهذّباً، واسع الصدر فترك ذكرى طيبة وهو ينتقل الى موقع آخر (رغم انه لم يكن رئيس تحرير سابق)..؟
كتبت ذات مرة عن المتسولات عند الاشارات، وطالبت أن يكون لكاميرات ساهر دور في مراقبتهن..
هل لازلت عند مطالبتك تلك؟
- الآن ارتفع سقف المطالب حيث أرى من الضرورة، والانصاف توظيفهن لدى ساهر، فنحن قديماً تعودنا أن نرى رجال المرور عند الاشارات، أما وقد اختلف الأمر فنحن اليوم نُطالب بتوظيف المتسولات الملتزمات عند الاشارات للعمل لدى ساهر..
لماذا؟
- فهن عمالة - زائدة - من ناحية، وعمالة حريصة على الانضباط، ويتحركن عند الاشارات بشكل شبه آلي حيث يرون فتح الاشارات بظهورهن فينسحبن فوراً الى الأرصفة، وينطلقن عند الضوء المثالي عكس كثير من السائقين الذين يختلط عليهم الحابل بالنابل (الحابل المتسولات، والنابل كاميرات ساهر)..
وعلى ماذا نحصل من كل هذا نحن؟
- نحصل على نصيبنا من الحابل، ونصيبنا من النابل، ويصيبنا الضيق من الاتجاهين فلماذا لا يتم توظيف هؤلاء المتسولات مرورياً عوضاً عن غياب المرور ميدانياً..؟
ذات يوم قلت ان بعض الصحف تحول مقالات لكتاب لهم مكانتهم، الى صفحات القراء، وتضع كتاب مبدئين لا يملكون قدرة الكتابة في الصفحات الرئيسية فما السبب..؟
- لا اعرف السبب لكنني اعتقد ان الجريدة التي تفعل ذلك تُحاول ان تتيح الفرصة لاصدقائها كي يصبحوا كتاباً بالعافية فتعمد الى هذا الفعل الردئ، وبما ان كثيراً من القراء لا يهتمون بالمقالات (الغثة) والمقالات (السمينة) فقد طغى الغث على السمين بحجة التجديد، والتطوير، واستثنى من ذلك صحيفة واحدة تحترم الكتاب، وتضع مقالاتهم في المكان المناسب، ويُجزل لهم المكافآت..
وعلى ماذا تعول ذلك؟
- قبل ان تغوص في مقالات الكتّاب (اذا لم تكن تعرفهم) فأسأل عن اسم رئيس التحرير، وتاريخه، ونوع ما يكتبه، ومدى ثقافته، ثم اقرأ ما ينشر في صحيفته من مقالات وأنت (مطمئن النفس) لان هذا النوع من رؤساء التحرير لن يغشك، أو يضحك عليك أو يمرر لك تفاهات المقربين، والأصدقاء، والجلسات والمعارف، وذوي المصالح..؟
أنت اتحادي - الهوى - ماذا تقول في قضية محمد نور، وموقف الاتحاديين من كل هذا الذي جرى..؟
- أنهى محمد نور العاصفة، ووقع لنادي النصر، وعلى الجميع التوقف عن الكتابات، والتصريحات (المؤيدة، والمعارضة) ليتفرغ نور لناديه الجديد، ومشواره الجديد خاصة وان نور وصل على طائرة خاصة أعدها له رجل ثقيل حرص ان يظهر نور بهذا المظهر.
لماذا كل هذا ونحن في زمن الاحتراف فاللاعب من حقه ان ينتقل من ناديه الى آخر؟
نعم علينا أن لا ننسى أننا في عصر الاحتراف، وأمامنا الكثير من الأمثلة المحلية، والعالمية لهذا الاحتراف، خذ مثلاً أشهر لاعبي اسبانيا، وفتاها المدلل (راؤول غونزاليس) كابتن ريال مدريد، وكابتن اسبانياً سابقاً.
كانت جماهير اسبانيا، وجماهير ريال مدريد تشن غضبها الشديد على اي مدرب لمنتخب اسبانيا قبل عشر سنوات تقريباً إذا نسي اسم نجمها المحبوب راؤول، وكان اي مدرب لريال مدريد عُرضة للاغتيال إذا جلس راؤول على دكة البدلاء. ثم اصبح لاعباً سابقاً في منتخب اسبانيا، وعلى دكة البدلاء الى ان قرر ان يرحل في هدوء الى المانيا، ويلعب في نادي شالكة موسمين، أو أكثر، ثم وقد عاد مرة اخرى الى دكة البدلاء قرر أن يختم حياته الكروية في نادي السد القطري - الذي يلعب له حالياً - ولم تقم الدنيا، ولا تقعد لهذا الذي جرى لراؤول بانحداره من ريال مدريد، إلى شالكة الالماني، الى السد القطري، ولم يُنقص ذلك من ثقته في نفسه طالما كان يهوى المستطيل الاخضر، وأذكر انه في فترة التسعينات عندما بدأت اغراءات الملايين (من ستة، الى عشرة، الى عشرين مليون دولار) خرج رئيس نادي مدريد يومها ليعلن للعالم أن الريال لن يتنازل عن الفتى المدلل لريال مدريد، ولاسبانيا الا لمن يدفع أكثر من 200 مليون دولار للتعاقد معه..؟
وماذا عن – نور – هنا وما احيط به؟
- لقد اثارت رسالة أحمد حسن فتيحي (الأديب، التاجر) الى اللاعب محمد نور رغم ان كلماتها لا تتجاوز أصابع اليدين شجناً دفيناً في نفسي حين قال:
(نكران الجميل من معركة الحياة، وسيخلدك التاريخ، وسيخلّد من خذلونا)..
وماذا رأيت أنت في هذا؟
- أنا لا أرى (نكران الجميل) في نادي الاتحاد مقتصراً على محمد نور فهناك غيره كثير من لاعبين واداريين واعضاء شرف، وعاشقين، ومتطوعين، وغيورين طالهم نكران الجميل. ومازال..؟
أنت تعرف أن الكتابة الساخرة لها مزاياها القادرة على امتلاك ناصية القراء لكن ألا تلاحظ اختفاء هذا النوع من الكتابة في صحفنا، هل لديك تفسير لهذا الغياب..؟
- الكتابة الساخرة لها مزاياها الكثيرة، ولها عيوبها الأكثر فهي تحتاج لمناخ صحي تعيش، وتنتشر فيه، وتتحرك بحرية كاملة، وتجد تشجيعاً من وسيلة النشر التي تُؤمن به، وتبحث عنه لكن صحفنا كلها تقريباً لا تُعطي اهتماماً لهذا النوع من الكتابة فتذبل كل النباتات في مهدها..
وما هو السبب في ذبك؟
- أعرف ان سوق الكتابة الساخرة يكاد يختفي من صحفنا، والسبب المباشر لذلك هو عدم تشجيع هذا النوع من الكتابة، وبالتالي تراجع الاقلام الساخرة عن الكتابة لاعطاء الفرصة كاملة لمن يحاولون ان (يستخفوا دمهم) على اساس ان ذلك نوع من السخرية، وخفة الدم، والسخرية، وخفة الدم بريئة منهم (براءة الذئب من دم يوسف).
هل تريد أن تقول أن بعضهم عنده خفة عقل لا خفة دم؟
- لا أقصد هذا فالكتابة الساخرة هي (فاكهة الصحافة).. واي مطبوعة تخلو من هذه الفاكهة تتحول الى (رص كلام) متكرر، ممجوج، باهت حتى يُصاب القارئ بالصداع الشديد ويحتاج الى مجموعة من الكتّاب الساخرين، وهذا النوع من الكتابة الساخرة لابد ان تهتم إدارات الصحف به، وتفتح الابواب له، وتشجع من تجد فيه (الكفاءة) وتعامله معاملة تليق بهذا الفن الجميل، والراقي، والمحترم.
بماذا تشبه الكاتب الساخر؟
- الكاتب الساخر يُشبه (الغزال) في التفاتته نحو الاشياء بينما الكاتب المسخرة يشبه (الفيل) في التفاتته نحو الأشياء..
بماذا يمتاز الكاتب الساخر؟
- الكاتب الساخر هو الذي يستطيع ان يضحكك على نفسك ومن نفسك وهو يقوم بانتقاء أخطائك، وعيوبك والكاتب المسخرة يجعلك تضحك عليه، وتضحك منه، وتضحك بسببه لدرجة الشفقة، ودرجة الألم..
ذات يوم قلت (من حق رئيس التحرير أن يضع ما يشاء من عقبات، وعراقيل في طريق اي صحفي) يعمل معه ولا يعجبه عمله، أو طريقته: هل مررت بمثل هذا الرئيس..؟
- مررت به، ومررنا به جميعاً لكنني كنت اتغلب عليه بالشطارة مرة، وبالمهارة مرة اخرى، وغيري فعل ذلك، وربما احسن، وافضل واذكى، واذا عجز رئيس التحرير، او ادارة الجريدة ألقاك في الشارع، وهو (مرتاح الضمير)..!
هل لنا أن نطلب أن تذكر شيئاً في هذا الخصوص؟
- قرأت تحقيقاً قبل أسابيع قليلة مع رسام كاريكاتير مصري مشهور، وكيف اختلف مع توجه عملاقي الصحافية المصرية وقتها بعد ان رسم كاريكاتيراً لم يُعجب علي أمين بالذات: طلبنا منك فكرة، ورسمت فكرة اخرى، ونحن نحب من يشتغل معنا أن يُنفّذ ما نطلبه منه، ونتيجة لذلك - يقول الرسام المشهور - إنه إتجه لروز اليوسف، وبعدها إلى جريدة الاهرام..!
هل من حق رئيس التحرير أن يفعل ذلك؟
- نعم رئيس التحرير من حقه أن يفعل لأنه بوجهين، وجه نحو القارئ، ووجه نحو الإدارة، وفي هذه الحالة، وما شابهها علينا ان نعذر رئيس التحرير ولا نعذر من هو تحت رئيس التحرير، وهناك من يرى العكس..؟
موقف في الوسط الصحفي تأثرت به..؟
- تنكر جريدة لابرز أبنائها السابقين الذين قدموا كل شيء للارتقاء بجريدتهم..
من هو هذا الابن؟
- علي عمر جابر (الصحفي، والأستاذ، والاكاديمي) الذي لم يجد مكاناً لقلمه في السنوات الأخيرة في عكاظ وقد بلغ ما بلغ من مكانة فكان صعباً ان يجد بعض الوفاء في موقع آخر، ثم قيل بعد وفاته إنه ظلم (وظلم ذوي القربى..)..؟
وبالطبع هناك غير علي جابر تعرّضوا للجحود، والنكران (جهارا، ونهاراً، وعياناً، بياناً) من الموهوبين، والمبدعين في كثير من المجالات، ولا يتذكرهم أحد، أو انه يخشى ان يتذكرهم..؟ وذلك في كثير من الصحف.
وكانت أمي رحمها الله، واسكنها فسيح جناته تّحذّرني من هذه الفئة، وتدعو الله ليل، نهار أن ينجيني منها حتى لو كلفني ذلك مال الدنيا.
هنا على طريقة حكاية شهريار وادرك نور الصباح أدركت النهاية – الحوار- فلملمنا اوراقنا ومضينا في أمان الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.