تشهد ظاهرة التسول خاصة بين الأطفال فى المملكة العربية السعودية زيادة مستمرة خلال السنوات الأخيرة ،وتفسر العديد من الدراسات أسباب هذه الظاهرة في تزايد المتسللين عبر الحدود وتخلف الحجيج بعد أداء مناسك الحج والعمرة. وفى ضوء ذلك أوضح الدكتور خالد السليم الحربى، الباحث فى علم الاجتماع الجنائى والمهتم بقضايا العنف ضد الأطفال،خلال حواره لبرنامج"من الاخبارية"على قناة الاخبارية، أن ظاهرة التسول لاتقتصر فقط على الكبار وإنما تمتد لتشمل الأطفال، فبعضهم تدربهم و تدفعهم أسرهم المقيمة بالمملكة بطريقة نظامية إلى ممارسة هذا السلوك، والآخرون هم أطفال قادمون من الخارج عن طريق التهريب عبر الحدود الجنوبية وأكثرهم من دولة اليمن، مؤكداً علي تزايد هؤلاء الأطفال فى الإشارات والمساجد خاصة فى المواسم والأعياد. ولفت إلى أن نقطة البداية لمعالجة هذه القضية هو إيجاد قاعدة بيانات واضحة لهؤلاء المتسولين،مشيراً إلي افتقارا إلى دور ايواء مناسبة للأطفال الذين يتم القبض عليهم كي يتم تشخيص هذه الحالات، كذلك افتقار مؤسسة رسمية تقوم بدراسة هذه الظاهرة دراسة علمية وتتقصى عن من هم وراء هؤلاء الأطفال ومن قام بتدريبهم وتأهيلهم للتسول وجعلهم ينخرطون فى عالم الجريمة المتنوع ومن ثم تحيلهم إلى دار إيواء لديها خطط وبرامج علاجية تعيد تأهيلهم باعتبارهم ضحايا،دون الاكتفاء بترحيلهم كما يحدث الآن. من جهته قال العقيد بدر المالك،مدير العلاقات والاعلام بادراة الجوازات خلال اتصال هاتفى بالبرنامج،ان المديرية العامة للجوازات تعد من أحد القطاعات الأمنية والحكومية المشاركة فى لجنة مكافحة التسول ودورها يكمن فى عملية استقبال جميع المتسولين ويتم ترحيلهم إلى البلد القادمين منها حتى لو كانت إقامتهم بالمملكة بطريقة نظامية،حيث قامت المديرية العامة للجوازات بترحيل 550 ألف مخالف للنظام ومن ضمنهم جزء من المتسولين خلال العام المنصرم . وأشار المالك إلى أن أعداد المتسولين المتخلفين عن الحج والعمرة فى تناقص خاصةً فى السنوات الأخيرة،ففى العام الماضى بلغ عدد المعتمرين ستة مليون زائر لم يتبق منهم سوى أحد عشر ألفا جارى متابعتهم من قبل إدارة الجوازات، وهذا يعنى أن النسبة الكبيرة من المتسولين هم من المتسللين عبر الحدود مع بعض الدول. وفى سياق متصل أوضح محمد ابراهيم،المتحدث الرسمى بوزارة الشؤون الاجتماعية، أن الوزارة تعنى بالدرجة الأولى بالمتسولين السعوديين دون غيرهم،مبيناً ان نسبة السعوديين من المتسولين فى كل مناطق المملكة تتراوح ما بين 5 إلى 15 % من إجمالى نسبة المتسولين والباقى من خارج المملكة،حيث تتولى الوزارة خدمتهم وتأهيلهم ومحاولة إجراء البحوث الإجتماعية اللازمة لهم لمعرفة الظروف التى دفعتهم إلى التسول واتخاذ كافة الأساليب لمعالجة هذه المشكلة،مرجعا أسباب كثرة غير السعوديين إلى التعاطف الشديد من قبل المجتمع السعودى لهم لحرصه على عمل الخير،موجها رسالة الى المجتمع قائلاً: المستحق الحقيقى لما تمنحونه من أموال هى الجمعيات الخيرية فحسب وليس هؤلاء المتسولين الذين يجدون فى المملكة أرضاً خصبة لممارسة هذه المهنة.