تكملة لما سبق في الأسبوع الماضي لمقال ثقافة الهزيمة. أتمنى أن يرتقي تعاملنا في حال الهزيمة كما هو في حال الفوز، لأن الرياضة أخلاق قبل أن تكون نقطة أو ثلاث نقاط أو خروج مغلوب أو بطولة، ولقد شاهدنا ما حصل في بعض الدول العربية والأجنبية من أحداث مؤسفة حدثت أثناء أو بعد المباريات، مما أدى بعضها إلى حدوث وفيات وإصابات خطيرة للجمهور، وهذا سببه الابتعاد عن الأخلاق الرياضية، وعدم التحلي بضبط النفس عند الهزيمة، وتقبُّل الأمر بصدر رحب، لأن الرياضة فوز وخسارة، فما أجمل أن نرى بعد كل مباراة خروج الفريقين يداً بيد، وابتعادهم عن التصاريح في الإعلام المرئي أو المقروء، لأن لها آثار سلبية لا تخدم الفريق، لأن أي رد فعل سلبي يكون بعيد عن الأخلاق الرياضية، يؤثر بالسلب على جيل ناشئ يشاهد المباراة، من المدرجات أو من خلف الشاشات الفضية، وهنا تكون العواقب وخيمة، وتكون الرياضة قد ابتعدت عن الهدف الذي وضعت من أجله في إصلاح وتعديل سلوك جيل قادم بأكمله. ونحن نعرف جيداً مدى تأثير التقليد على أبنائنا الصغار، ونلاحظ ذلك جيداً أثناء مشاهدتهم لمباراة وحماسهم الزائد عندما يلعب فيها نجمهم المحبوب، فمتى أحس هذا النجم مدى تأثيره على هذا الجيل الصغير، فأكيد سيحسن التصرف في المواقف الصعبة أثناء المباراة، ولكنه وللأسف ينسى أو يتناسى معجبيه من الصغار، ويبدأ في الخروج عن الروح الرياضية في أول موقف له في المباراة. والمواقف ليست داخل الملعب فقط، بل خارجه أيضاً من خلال التصاريح في الإعلام المرئي أو المقروء بعد المباراة، مثل التشكيك في نزاهة الحكام أو التقليل من إمكانيات الفريق الخصم، وغيرها من تبريرات بعيدة عن الأخلاق الرياضية. وقد سمعنا وقرأنا في الصحف المحلية عن وصول بعض الشكاوى إلى أروقة المحاكم، سواء كانت بين لاعبين أو إداريين، وهذه دلالة واضحة على وجود خلل في التركيبة الرياضية لدى الرياضيين أنفسهم، وهذا الخلل هو الذي أدى إلى ما نحن فيه الآن. وهذا أحد الأسباب الذي ساعدت على تدهور الرياضة في بلادنا خلال الفترة الزمنية الماضية. وأخيراً: الرياضة {أخلاق ... وفن... وإبداع ... وجمال ... ومحبة... وتنافس شريف}. للتواصل : [email protected]