الاعتناء بالسنة النبوية

في ليلة حافلة بعطاءات واشراقات السنة النبوية الشريفة احتفلت جائزة نايف للسنة النبوية والدراسات الاسلامية المعاصرة بمنح جائزتها لكوكبة من الباحثين المتميزين في هذا التخصص والذين قدموا للعالم من خلال ابحاثهم واطروحاتهم ما تحمله السنة الشريفة للنبي صلى الله عليه وسلم من كنوز ثمينة وعطاء وخير للإنسانية وهي التي تمثل ما صدر منه صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير.
سلم الجائزة الأمير سلمان ولي العهد الذي يرعى كل عمل خيري ويشجع بالدعم المعنوي والمادي البحث العلمي والابداع خصوصاً فيما يتعلق بمصادر التشريع الإسلامي والذي تقوم هذه الدولة على تطبيقه مبادئ وقواعد في الحكم والدولة قضاء أو إدارة. وقد نص النظام الأساسي للحكم في مادته السابعة (يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة). وقد اعتنى الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم بالسنة والعمل بها ايام رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده واصبحت هي المرجعية بعد الكتاب الكريم في استنباط الاحكام ولذلك انعقد الاجماع من الصحابة على العمل بالسنة والاحتجاج بها بعد القرآن كما سار على نهجهم الخلفاء والملوك والسلاطين وساعدهم بالاهتمام بها واستخراج التنظيمات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية منها كونها مفسرة للكتاب مبينة مراد الله عز وجل فهي شارحة للقرآن تبين مجمله وتقيد مطلقه وتؤول مشكله فالسنة مفتاح الكتاب والنبراس الذي يهتدي الى كشف حقائقه والوقوف على دقائقه. ومنصب الرسالة النبوية هو منصب التبليغ عن الله عز وجل والبيان لاوامره. والمملكة العربية السعودية التي شرفها الله بخدمة الكتاب والسنة ورعاية الحرمين الشريفين والاماكن التي شيدت بهدي السنة مكانا وزماناً وتحتضنها المملكة يستقرئ منها النبع الوهاج للسيرة النبوية التي هي جزء كبير من السنة المطهرة ولا غرابة في العناية بها وتخصيص جائزة تحمل مسمى السنة النبوية الشريفة والجائزة انطلاقاً من اهتمامها بهذا العطاء المتجلي في السنة تتميز بالاهتمام لما اذخرته السنة كمصدر من مصادر التشريع الإسلامي بالحلول للقضايا والنوازل المعاصرة التي هي اصلاً تنبثق من الاقوال والاعمال والافعال والمواقف النبوية للرسول صلى الله عليه وسلم في احوال متعددة استخرج منها العلماء والفقهاء والمجتهدون حلولاً لنوازل ومتغيرات الازمنة والعصور .فالشكر للقائمين على هذه الجائزة من أبناء صاحب السمو الملكي الأمير نايف رحمه الله والهيئة الاشرافية عليها ونخص معالي الدكتور ساعد العرابي الحارثي مستشار سمو وزير الداخلية عضو الهيئة العليا للجائزة وامينها العام والدكتور مسفر البشر المدير التنفيذي للجائزة العليا للجائزة ونبارك للفائزين وكتب الله لهم الأجر والمثوبة على ما قدموا من ابحاث والله ولي التوفيق.
أستاذ السياسة الشرعية والانظمة المقارنة جامعة المؤسس