جمهرة الرحلات "رحلات الحج". كان هذا عنوان ثلاثة أجزاء اصدرها الاستاذ احمد محمد محمود وهو رجل ذو صبر وجلد على مشاق الحياة ينظر اليها نظرة الزاهد المؤمن بما يفعل ولهذا أتت هذه – الكتب – منطوية على حس كبير بأهمية ما يقوم به من عمل دؤوب، باذلاً جل جهده في البحث ومتابعة آثار اولئك الرحالة الذين قدموا الى الحج عبر التاريخ وسجلوا كل ما لقيوه من عنت ومواقف طريفة لا تخلو من صعوبة وقسوة حسب تنقلهم بين هذه الديار في ذلك الزمن البعيد. لقد بذل "الاستاذ" جهداً في حصر تلك الرحلات واخراجها بهذا المخرج الجميل الذي ينم عن حرص شديد لديه بأهمية تلك الرحلات النابع من اهمية تلك المواقع التي تسجلها تلك الرحلات. لقد استطاع ان يعطينا علماً زاهياً بتلك الاماكن وتلك الشعيرة التي كانت خلف هذا السفر الذي اصدره في سلسلة من "الاسفار" التي سوف يطل بها علينا في قادم الايام. لقد برهن "الاستاذ" على قدرة كبيرة في تتبع هذه الآثار في كل مكان من اماكن العرب والعجم ايضاً وهذا يدل على روحه غير المستكينة لمثابط الحياة .ان القارئ الذي يطالع هذا السفر الكبير سوف يدرك مدى التعب الذي لقيه في جمعه لتلك الاسفار من شتى البقاع وتلك هي همة الصابرين المكافحين. لقد استوقفتني جملة بدت عابرة ولكن ذات دلالة تقول الجملة على لسان أحد الرحالة ثم زرنا سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه ولم نتمكن من زيارة مسجد قباء مع انه لا يزيد عن المسافة الى أحد، لشدة الخوف تصور عزيزي القارئ ما كان عليه الحال من هلع وجزع منعه من الوصول الى قباء , انه زمن الخوف.