مبادرة السعودية الخضراء تُطلق شخصية «نمّور» بهدف إلهام الشباب والأطفال    ولي العهد يهنئ الشيخ صباح الخالد    وزير الطاقة ونائب مكة ووزيرا الحج والبلدية يتفقدون الاستعدادات لموسم الحج    أرضنا مستقبلنا ..معاً نستعيد كوكبنا    "هيئة العقار" تؤهل 27 مطورًا عقاريًّا لرخصة المساهمات العقارية    البرلمان العربي يُثمّن مصادقة البرلمان السلوفيني على قرار الاعتراف بفلسطين    الأخضر تحت 21 عاماً يواجه المكسيك ضمن بطولة تولون الدولية    القيادة تهنئ ملك تونغا بذكرى الاستقلال    المحكمة العليا تدعو إلى تحري رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء غدٍ الخميس    نظام ذكي لرصد تساقط الصخور على عقبة الهدا    أمير منطقة المدينة المنورة يُكرّم الطلاب والطالبات الفائزين بجائزة المواطَنة المسؤولة    مذكرة تعاون بين مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ومكتبة الملك عبد العزيز العامة    الأمير فيصل بن سلمان يدشن ملتقى حقوق المؤلف    عبدالعزيز بن سعود يرعى حفل تخريج الدورة (65) من طلبة بكالوريوس العلوم الأمنية والدورة التأهيلية (53) للضباط الجامعيين وطلبة البرنامج الأكاديمي الأمني للابتعاث الخارجي    رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يستقبل وزير الدفاع    إيجارات خارجة عن السيطرة !    اختبارات أيام زمان !    الفصول الدراسية: فصلان أم ثلاثة.. أيهما الأفضل؟    جمجوم وشعبان يحتفلان بعقد قران عبدالرحمن وليان    خالد بن سلمان يجري اتصالاً هاتفياً بالرئيس المنتخب وزير الدفاع الإندونيسي    الأخضر يكمل جاهزيته لمواجهة باكستان    قائد النصر "رونالدو" يفوز بجائزة الأفضل لشهر مايو في دوري روشن    هند بنت خثيلة والتاريخ!    «ليلةٌ في جاردن سيتي»    المصريون ينثرون إبداعهم في «ليالٍ عربية» ب «أدبي الطائف»    «موارد مكة» ينفذ مبادرة «نسك» لاستقبال ضيوف الرحمن بمطار جدة    الوزير الجلاجل وقفزات التحول الصحي !    المملكة ترحب باعتراف سلوفينيا بدولة فلسطين    حماية حقوق المؤلف    وزير الدفاع يجري اتصالًا هاتفيًا بالرئيس المنتخب وزير الدفاع الإندونيسي    مانشيني: هدفنا الفوز.. الليلة    أمير المدينة المنورة يستقبل رئيس بعثة الحج العُمانية    المملكة تدين اقتحام المسجد الأقصى    ارتفاع قيمة صفقات النفط والغاز الأميركي الى 200 مليار دولار    ابن جلوي يكرم النجم البارالمبي القرشي    السديري يدفع ب93 خريجة من «تقنية بنات المجمعة» لسوق العمل    ألوان من «الثقافة» السعودية تستقبل الحجاج    وزير التجارة: الأنظمة تمنع الاحتكار.. وهناك مؤشرات ستكون معلنة على وكالات السيارات    وزير الصحة يتفقد جاهزية المنظومة الصحية في المشاعر المقدسة    المؤتمر الصحفي الحكومي يستضيف وزير الحج والعمرة    الأردن يحبط تهريب 9.5 ملايين حبة مخدرة متجهة للسعودية    إنقاذ عين وافد بعملية جراحة معقدة    ظروف «مروِّعة» في المواصي    فيصل بن فرحان يستقبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية العراقي ووزير الخارجية الكويتي    ضبط 9 مخالفين لأنظمة الحج لنقلهم 49 مخالفا ليس لديهم تصريح    "الشؤون الإسلامية" تعلن جاهزية مسجد الخيف بمشعر منى لاستقبال حجاج بيت الله الحرام    المخلافي: حضور السعودية من أجل التنمية والإعمار.. ومشاريع إستراتيجية في مواجهة الخراب    السوري «قيس فراج» منفذ الهجوم على السفارة الأمريكية في بيروت    إجراء أول عملية قلب مفتوح بالروبوت الجراحي بمستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر    سفير المملكة لدى كوت ديفوار يتفقّد الصالة المخصصة لمبادرة "طريق مكة"    فعالية "اليوم العالمي لمكافحة التدخين"    ثغرة أمنية واختراق حسابات شهيرة ب"تيك توك"    صندوق الاستثمارات العامة يعلن تسعيراً ناجحاً لأول عرض سندات بالجنيه الإسترليني    استمرار توافد ضيوف الرحمن إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة    النسخة5 من برنامج "جسور" لتأهيل المبتعثين بالولايات المتحدة    السعودية واحة فريدة للأمن والأمان ( 1 2 )    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. مؤتمر دولي عن البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة    تخصيص منزل لأبناء متوفية بالسرطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا نصوم؟

حينما يجول المسلم بالفكر قليلاً متأملاً غاية الصيام ، فإنها تبرز أمام عينيه كالشمس في رابعة النهار ، ويجد أن الصيام لم يُشرع لمجرد ترك المأكولات والمشروبات والملذات . بل إن ترك تلك الأشياء يعتبر مجرد وسيلة يراد بها تحقيق غاية عظيمة ، وهذه الغاية لا تتحقق إلا إذا صلحت الوسيلة وكانت وفق ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولهذا كان لزاماً على الصائم أن يمعن النظر في الغاية من الصيام قبل أن يشرع في صيامه حتى يعلم بالطريق الصحيح الذي يسلكه في الوصول إلى تلك الغاية .
ولعل من يبحث عن معرفة الغاية من الصيام لا يعجز عن ذلك فهي ليست في منأى عمن يبحث عن معرفة الحقيقة من الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة ومضامين الأحكام الشرعية فالحكمة من الصيام والغاية منه ليست صعبة الفهم لمن كان لديه قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . وتلك الحكمة لم تُترك للاجتهاد الشخصي في استنباطها أو لاحتمالات قد تصيب وقد تخطئ ، فقد بين الله تلك الحكمة والغاية حينما فرض الصيام فقال الله: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . ].
إن للتقوى مظاهر ربما لا تتحقق ولا نراها بجلاء في كثير من العبادات ، إلا في شهر الصيام ، فمن مظاهر التقوى حصول الرحمة بالفقراء والإحساس بمعاناتهم ومعرفة أحوالهم ، فحينما يحس الإنسان الغني بوخز وحرارة وعضة الجوع ، فيمنعه الصيام من الأكل فلا يستطيع أن يأكل رغم وجود الطعام وسهولة الحصول عليه ، فإنه لابد أن يتذكر أولئك الذين يعانون من الجوع وهم لا يجدون الطعام لديهم ، فتتولد في نفسه الرحمة بالفقراء فيعطف عليهم ، ثم أنه لابد أن يخطر بباله أن هناك من يعاني من الجوع رغم امتلاكه للمال ولكن المرض قد يمنعه من تناول طعام معين ويحول دون تناوله ، فيجعله الصائم متذكراً هذه النعمة فيتوجه بالشكر لله سبحانه وتعالى على نعمة الصحة ، ومن مظاهر التقوى أن الإنسان يحاول المحافظة على صيامه فيردعه عن كل التصرفات التي تدل على الأخلاق الذميمة ولمعاصي فيتقي الله في نفسه وبدنه ومجتمعه ، فيتحقق له التدبر والتفكر ومن ثم حصول التقوى والبعد عن أي فعل مشين وذلك دليل صادق على تأثير الصيام على الإنسان ، ومظهر واضح من مظاهر التقوى.
أن من مظاهر الصيام توفر فضيلة الصبر وهي صفة من الصفات النبيلة والكريمة فحينما يكون صائماً فإنه يمارس فضيلة الصبر ممارسة عملية ، ويتعلم من ذلك كيف يصبر ، ويجاهد النفس على وسوساتها وأوهامها والصيام من أعظم العبادات التي يتحقق فيها حُسن القصد وخلوص النية فهو من العبادات الخفية ، بين العبد وبين ربه ، فلا يكفي فيها الصيام عن الأشياء الحسية ، بل أن الأمور المعنوية والصفات الروحية بالغة الأهمية في الصيام ، وعلى درجة عالية من العناية والرعاية والاعتبار، فالكذب والسباب يأخذ حكم الطعام والشراب ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[ من لم يدع قول الزور والعمل به فلا حاجة لله أن يدع شرابه وطعامه . ] أو ما في معناه. فالصيام عبادة ليست كالعبادات التي تكون ظاهرية يدخل فيها الرياء ، ولهذا قال الله في الحديث القدسي : [ كل عمل ابن له ، الحسنة بعشرة أمثالها ، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به . ] .
وأهداف الصيام كثيرة ترتقي بالإنسان إلى السمو والكمال وتجعله يعيش أجواء روحانية تسمو به إلى الحياة الملائكية فالأخوة وحسن التعامل ومظاهر الصبر والسخاء والعطف والرحمة والرفق والتعاون تتجلى في المجتمع ويتميز بها الصائمون في هذا الشهر دون سواه من الأشهر التي لا يعرفون فيها الصيام.
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا ممن قام رمضان وصامه إيماناً واحتساباً .
ص. ب 9299جدة 21413 - فاكس 6537872


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.