العين هي النعمة التي وهبنا الله إياها لنرى بها كل ما حولنا، لذا يجب الحفاظ عليها لتدوم هذه النعمة. ولكن تعد العيون من أكثر الأماكن حساسية ويمكن أن تصاب بالجفاف نتيجة لإفرازها كميات غير كافية من الدموع، فالجفن يرمش مرة كل خمس ثوان وينتج عن ذلك تكوين طبقة جديدة من الدموع تغطي سطح العين. ومن أهم الأعراض التي تصاحب جفاف العين الإحساس بحرقان وكثرة تدميع العين مع إحساس بوجود غبار فيها، ويتم تشخيص المرض باستخدام جهاز "سليت لامب" عند أخصائي العيون أو عن طريق قياس سرعة تكسر الدموع أو عن طريق قياس معدل إفرازها. وتتعدد الأسباب التي تؤدي إلى جفاف العيون، ولكن من أكثر العوامل التي تؤثر في هذا المرض قلة إفراز الدموع مع التقدم في العمر، كما أنه منتشر أكثر بين النساء عن الرجال وخاصة بعد سن اليأس. إلى جانب الحر والرطوبة أو التعرض للعواصف والتعرض أو الجلوس أمام أجهزة التبريد أو التعرض لدخان السجائر، كل ذلك من أبرز الأسباب التي تزيد جفاف العين. كما أن الجلوس أمام شاشة الكومبيوتر أو الإجهاد بالعمل مهيجات لمثل هذه الحالة. كذلك العدسات اللاصقة أيضا تقوم بامتصاص الدمع الموجود في العين فتؤدي إلى جفافها في بعض الحالات. وينصح العديد من الأطباء بأنه يمكن علاج جفاف العيون بواسطة عدة طرق ومنها إضافة الدموع الصناعية التي يمكنها أن تؤدي وظيفة الدموع الطبيعية، فهي تقوم بتشحيم العين والمحافظة على رطوبة سطحها، وهناك نوع من الدموع الصناعية الصلبة التي توضع تحت الجفن السفلي يوميا وتذوب في شكل مواد شحمية تؤدي دور الدموع، ويمكن استخدامها حسب الحاجة مرة أو مرتين في اليوم. كما توجد بعض أنواع القطرات الخالية من المواد الحافظة تستعمل أكثر من مرة كل ساعتين. ويمكن أيضاً الحفاظ على الدموع الطبيعية للعين والمحافظة عليها في حالة رطبة، فإن الدموع فى الوضع الطبيعي يتم تصريفها من خلال قناة صغيرة إلى الأنف (وذلك هو سبب الرشح من الأنف أثناء البكاء)، ويمكن لطبيب العيون غلق هذه القناة بصفة مؤقتة أو دائمة للحفاظ على الدموع الطبيعية لفترة أطول فوق سطح العين. ومن الممكن أيضا، بما أن الدموع تتبخر مثل أي سائل آخر من فوق سطح العين، منع هذا التبخر، وذلك باستعمال مصدر لإضافة الرطوبة داخل الغرفة التي يجلس المريض بها. كما يفضل ارتداء نظارة ذات حواف جانبية لمنع تأثير الرياح في زيادة تبخر الدموع، ولكن قد يعيق ذلك الرؤية الطرفية أثناء القيادة. ويجب تجنب الجلوس في غرفة ذات درجة حرارة عالية أو استعمال مجفف الشعر والبعد عن التيارات الهوائية الشديدة والامتناع عن التدخين.