كل يوم صباح نقرأ كلمات كلها تدل على المال، والنقود .. الاقتصاد .. العملات .. سوق المال .. ثم نقرأ ما يوحي بالمصائب مثل كارثة وانخفاض .. ارتفاع .. وازمة ومشاكل مالية .. وديون . ثم بيانات ومستجدات التطورات المالية العالمية وأهمية استمرار التنسيق بين الدول لتفادي وتخفيف من الآثار السلبية على اقتصادنا . هذا كله بعد ما يسمى بالأزمة العالمية المالية التي لا اعرف مدى تأثيرها وخطورتها على حياتي كفرد من أفراد المجتمع . إلا أنني أدرك أن هذه الكوارث المالية لا تقتصر على التأثير على الجيوب والنقود . إنما هناك تأثيرات مباشرة على صحة البشر الذين تأثروا بهذه التغيرات في الاسواق المالية . ومن أهم التأثيرات على الصحة هو القلق الشديد مما يؤدي الى الصعوبة في النوم هذا بدوره يؤدي الى الاكتئاب والتوتر . ان العاملين في مجال الطب النفسي من استشاريين واخصائيين يقرون بأن نسبة الانتحار تتزايد في هذه الأيام . القلق والتوتر والاكتئاب وفقدان المال جعل حياة هؤلاء الناس سلبية فأصبح لا تعنيهم السلامة او الاستقرار المالي او الوظيفي او العائلي شيء . الخبراء في مجال الاقتصاد صرحوا ان الأوضاع سوف تسير الى الأسوأ وسوف يتأثر المستثمرون الكبار والشركات والبنوك ومن ثم سوف تتزايد نسبة البطالة وهذه مؤشرات غير مرضية وسوف تؤدي الى متاعب للحياة لشريحة كبيرة من الناس . في بعض الدول هناك مؤشر لتفاقم مشكلة الانتحار .. في اليابان عدد ضحايا الانتحار 32863 في عام 1998م مقارنة ب 24391 في عام 1997م ووجد أن زيادة الاعداد لها علاقة وطيدة بالبطالة وعدم توفر الوظائف . الانتحار " انه مرض " احصائيات محاولة الانتحار في هونكوك حيث ارتفع عدد ضحايا محاولة الانتحار من 12 في كل 100000 في عام 1997م إلى 18 في 2003م عند كارثة آسيا الاقتصادية . المشاكل ليس فقط في محاولة الانتحار بل أيضا في الصحة العامة والضغوط النفسية والاكتئاب وامراض اخرى متعلقة بالتوتر والقلق والاكتئاب مثل الربو والجلطات القلبية والدماغية . لا بد من التحضير لهذه المضاعفات وعلاجها بطريقة الاستشارات الفردية والجلسات النفسية ومساعدة المصابين وتوفير المناخ السليم لهم وهذا بدوره سوف يكلف الحكومات الكثير من المال . كما سمعنا عن أشخاص اصيبوا بالجلطات او الاكتئاب او حتى الجنون أثناء انخفاض الاسهم في السوق السعودي " والله يستر ".. أستاذ علم أمراض النساء والولادة كلية الطب والعلوم الطبية - جامعة الملك عبدالعزيز بجدة