فقد المجتمع الطبي في منطقة مكةالمكرمة الأسبوع الماضي، الدكتور عصام عمر قدس أحد استشاري طب أمراض العيون وكان يطلق عليه رحمه الله " عميد مدراء المستشفيات في المنطقة الغربية " و " أبو طب العيون ".وبقلوبٍ مؤمنةٍ مسلمةٍ لقضاء الله وقدره، محزونة على المصاب الأليم نتوسل إلى الله العلي القدير أن يرحمه ويدخله الجنة ويجبر أهله . ولد في مكةالمكرمة وبدأ من الرحمانية ثم إلى جامعة القاهرة تخرج منها بعد حصوله على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة عام 1970م . عين بالمستشفى العام " مستشفى باب شريف " ، وتم نقله لمستشفى العيون بوظيفة طبيب عام بوزارة الصحة، ثم حصل على وظيفة أخصائي ثم أكمل دراسته في طب العيون خارج المملكة وقضى حوالي خمسة سنوات . وفي عام 1405ه عاد إلى أرض الوطن وصدر قرار بتكليفه بإدارة مستشفى العيون ومنذ ذلك الوقت وهو يعمل بها . قام رحمه الله بتطوير المستشفى حتى أصبح من أفضل المستشفيات في المنطقة وتخدم الكثير من المراجعين . عرف عنه طيبة قلبه ونقاء سريرته وخفة روحه . لقد فقدنا أحد الاستشاريين المعروف عنهم النزاهة وحب العمل والأخلاق الحميدة، وكان رحمه الله يساعد الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني، يقضي حوائجهم ويتواصل معهم وكان حريصاً رحمه الله على التواصل مع الجميع، فتجده في جميع المناسبات،نعم " كان علماً من أعلام جدة ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن لله خلقاً خلقهم لقضاء حوائج الناس، آلى على نفسه أن لا يعذبهم بالنار، فإذا كان يوم القيامة وضعت لهم منابر من نور يحدثون الله تعالى والناس في الحساب ". الدكتور عصام أحد هؤلاء الذين يبذلون جهداً لقضاء حوائج الناس اللهم اجعل له منبرا من نور يوم القيامة . نسأل الله أن ينزّل سكينته وطمأنينته على قلوب أهله وأصدقائه ومحبيه، وأن يلهمهم الصبر والثبات في هذا المصاب . اللهم تقبله يا أرحم الراحمين ..اللهم احشره مع الأنبياء والصالحين والشهداء وحسن اولئك رفيقا . اللهم اجمعنا به في الفردوس الأعلى، اللهم وأبلغه مناه واجعل الجنة منتهاه . اللهم لا تحرمه الجنة وقد طلبها وسعى لها ودفع روحه من أجلها . إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا عصام لمحزونون . " إنا لله وإنا إليه راجعون ". أستاذ علم أمراض النساء والولادة كلية الطب والعلوم الطبية جامعة الملك عبدالعزيز بجدة [email protected]