شهدت الأوساط الرياضية العربية، خلال العام الحالي، موجة حادة من التعصب والخلافات، والتي تجاوزت في بعضها المنابر الرياضية لتصبح محور جدل بين المسؤولين والساسة. ومن أشهر هذه الخلافات، الخلاف المصري الجزائري، الذي كان هو المسيطر على المشهد الرياضي طوال الأشهر التي سبقت مونديال جنوب إفريقيا. إلا أن الحادثة الأخرى، التي وقعت بين فريقي النصر السعودي والوصل الإماراتي في بطولة الأندية الخليجية، لم تكن هي الاخرى بمنأى عن هذه النزاعات الحادة، التي وصلت إلى حد تبادل السباب والشتائم، وشن الحملات الإلكترونية بين البلدين. في خضم كل هذا، قرر أحمد السحاري، وهو شاب سعودي يدرس في كلية الإعلام في جامعة الملك سعود، أن يخطو خطوة فعلية في محاربة التعصب، من خلال حملة رياضية عنونها ب"كرة القدم تجمعنا ما تفرقنا". تصميم خاص لمساندة الجزائر في مونديال 2010 وحينما قرر أحمد محاربة التعصب الرياضي عن طريق الفيس بوك، وهو موقع التواصل الإجتماعي الشهير، كان يضع نصب عينيه ما يحدث في الاوساط الرياضية السعودية، من عنصرية وتبادل الشتائم بين جماهير الأندية المحلية، عبر المنتديات وحتى المجالس الشعبية، والتي زادت في الفترة الأخيرة وبدأت تهدد صفاء الرياضة. وعن موضوع الحملة، قال أحمد السحاري إن حملة "كرة القدم تجمعنا ما تفرقنا"، تهدف إلى نبذ التعصب الرياضي من خلال شعار "تشجيع فريقك لا يعني الإساءة للآخرين"، بالإضافة إلى تعزيز دور كرة القدم في وحدة الشعوب، مؤكداً في الوقت نفسه أنها حملة فريدة من نوعها، حيث "أردنا أن يشارك فيها جميع أفراد المجتمع للوقوف ضد التعصب الرياضي". وأشار السحاري في حديثه ل"العربية.نت" إلى أن العديد من الأحداث الرياضية المؤسفة التي وقعت أخيراً هي من قادته للتفكير في هذه الحملة، مثل الأحداث التي حصلت في أعقاب مباريات بين أشقاء وإخوة، مثل مباراة النصر السعودي والوصل الإماراتي، ومباراة المنتخبين الشقيقين المصري والجزائري. دعم إعلامي وجماهيري وذكر السحاري أن الحملة حظيت بدعم إعلامي كبير، سواء من الصحف السعودية أو من قنوات تلفزيونية، مثل القنوات السعودية الأولى والثالثة (الرياضية) وقناة الآن، موضحاً أن هذا الدعم تفاوت بين تقارير تلفزيونية، ومقالات صحفية، ومداخلات هاتفية، ولقاءات تلفزيونية. وتحدث السحاري عن الدعم الجماهيري الذي لقيته الحملة. وقال إن مجموعة كبيرة تتواجد في صفحة المجموعة على موقع الفيس بوك، ونتلقى العديد من الاقتراحات المفيدة للحملة، والتصاميم المؤيدة لها. وأضاف "قمنا أيضاً بعمل موضوع نقاش خاص للاعلاميين للحديث عن التعصب الرياضي تحت عماون (آراء وحلول)، وأيضاً موضوع خاص بعنوان (أهل الفن)، وهو مخصص للفنانين لايصال رسالتهم للجماهير بترك التعصب الرياضي". الجدير بالذكر أن هذه النقاشات شهدت مشاركة العديد من الإعلاميين، مثل جاسم الحربي وخلف الحمود وهاني السليس، فيما أشاد العديد من الممثلين، مثل محمد الحجي وهاني ناظر وطلال السدر ولينا الزعيم بالحملة، ووجهوا رسائل للجماهير الرياضية تتمحور حول الدعوة للوقوف ضد التعصب الرياضي. شكر وتقدير وتوجه السحاري بالشكر والتقدير للعديد من الإعلاميين الذين شاركوا في الحملة وساهموا في إنتشارها، وخصوصاً الأستاذ محمد النويصر، المدير التنفيذي لهيئة دوري المحترفين السعودي، الذي قام بتدشين الحملة في الفيس بوك منذ شهر، والدكتور حافظ المدلج، عضو لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي، الذي أبدى إهتماماً كبيراً بالحملة. وفي نهاية حديثه ل"العربية.نت"، تمنى السحاري أن "تجد هذه الحملة موافقة رسمية ودعم أكبر من أجل تنفيذها في مدن المملكة العربية السعودية على نطاق أوسع وإيصال الأفكار التي تحملها الحملة إلى الجميع". وسينطلق دوري المحترفين السعودي (دوري زين) يوم 14 آب (أغسطس) بمشاركة 14 فريقاً للمرة الأولى، وذلك بعد قرار زيادة عدد الأندية الذي صدر عن الاتحاد السعودي في منتصف أيار (مايو) الماضي.