بعد اختفاء دام لنحو شهرين وتنفيذ الجهات الأمنية لحملات مكثفة وتطبيق الإجراءات النظامية عادت المتسولات العربيات (ناقلات الإيدز) للظهور مجدداً وبأعداد كبيرة خلال شهر رمضان المبارك يتجولن في الأسواق ويلاحقن الشباب في أماكن وجودهم. بعد ظهور حادثة إصابة شابين بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) واعتراف الشابين بالتعرف على متسولات وإقامة علاقات محرمة معهن ونقلهن لمرض الإيدز لهما قامت الجهات الأمنية والجهات الطبية والجهات ذات العلاقة بتنفيذ حملات أمنية مكثفة تم من خلالها القبض على عدد من المتسولات وإخضاعهن للتحقيقات، والكشوف الطبية وظهور القضية إعلاميا قلّ نشاط المتسولات بالمنطقة بشكل ملحوظ وأصبحن يختفين بين النساء في المولات والمجمعات التجارية، وأصبح احتكاكهن بالنساء فقط حتى لا ينكشف أمرهن ويستعطفن النساء للحصول على مبالغ مالية ومن ثم يختفين. لكن مع قدوم شهر رمضان حصل هناك عودة كبيرة من قبل المتسولات العربيات مستغلات شهر رمضان وما يمثله من روحانية وفضل وإحسان لينتشرن في جميع الاتجاهات خاصة في مدينة أبها ومحافظة خميس مشيط، فتجدهن عند إشارات المرور والمساجد والأسواق؛ البعض منهن صغيرات في السن والبعض فتيات والبعض أمهات معهن أطفال. « حيث تبدأ انطلاقتهن بعد صلاة العصر، يتوزعن في سوق الخضار في أبها وخميس مشيط وسوق التقنية للجوالات في الخالدية والبلد، يتجمعن في نقطة ومن ثم يفترقن ويحاولن اصطياد الشباب، حيث تقف الفتاة بكامل زينتها أمام الشاب وهي ترتدي البرقع الفاتن وتفوح منها الرائحة الجميلة، وقد كشفت جزءا من وجهها من خلال البرقع ويديها، وتتحدث مع الشخص لأكثر من 5 دقائق لتجد الشاب وقد أخرج مبلغاً من المال وأعطاها من بعد أن تمكنت من نصب شباكها حوله. كل هذا يحدث ما بين العصر والمغرب لتجدهن يتجمعن قبل صلاة المغرب جميعهن ثم يتوارين عن الأنظار مرة أخرى. ما إن تنتهي صلاة التراويح حتى تجد شوارع الجوالات والشوارع التي تكتظ بالشباب، وقد غزتها الفتيات من جديد، يتوقفن عند كل سيارة يتحدثن مع الشباب ويحاولن عدم إنهاء الحديث، وتجد نفس الجُمل التي كانت بالنهار هي ذاتها التي يتم سردها ليلاً، يقطعن الشوارع العامة دون كلل أو ملل ومع الكلام المعسول والقوام الممشوق تجد المبالغ المالية تنزل عليهن كالمطر من الشباب في سبيل قبولهن أخذ أرقام الشباب، وهو ما يشكل خطراً على شبابنا، فقد تتكرر مأساة الشابين السابقين، اللذين لم يتمكنا من مقاومة تلك النساء. لم يقتصر التسول على الشوارع، ولكن امتد إلى دخول المحلات التجارية والتحدث مع العمال ومحاولة استجدائهم والتحدث معهم لمدة طويلة وبعضهن يخرجن من المحلات بملابس وأدوات ومواد غذائية، واللافت أن أعدادهن كبيرة في مدينة أبها وخميس مشيط. ووفقا لصحيفة «الشرق» تقدمت طبيبة تعمل في أحد المستشفيات الخاصة الشهيرة في مدينة أبها ببلاغ لمكتب المتابعة قائلة: هناك سيدة تحمل وصفة دواء تقوم بعرضها على المواطنين مدعية أن هذا الدواء لوالدها وهو بسعر مرتفع جداً، فما يكون من المواطنين إلا الذهاب معها للصيدلية وشراء الدواء لها وبعد أن تأخذ الدواء تختفي مدة قليلة ومن ثم تعود للصيدلية لترجيع الدواء ومقاسمة الصيدلي بالسعر (اتفاق مسبق بينهما). وقد تمكن مكتب المتابعة من القبض عليها وتحويلها لشرطة المنطقة. وحكى لنا شاب استوقفته فتاة في سيارته قائلاً: استوقفتني فتاة وأخذت في الحديث المطول معي، ما جعلني أسترسل في الحديث معها، وحيث إن المبلغ الذي في جيبي لم يكن كافياً، ذهبت إلى الصراف الآلي وسحبت مبلغ 100ريال، وقمت بإعطائها لتأخذ مع المبلغ رقم هاتفي. بعد ان تم القبض على إحدى المتسولات أوضحت أنها دخلت البلاد عن طريق الجمهورية اليمنية، وتحمل تأشيرة عبور مدتها 30 يوماً وأنها دخلت مع مجموعة من أبناء جنسها، ومن المفترض أن تغادر المنطقة خلال المدة المحددة. وقالت: لا أريد الذهاب حتى لا أصل إلى مخيمات الإيواء التي أعدتها حكومة المملكة في المناطق الشمالية. وأضافت: لا أستطيع مغادرة المخيم إذا دخلت فيه وهو سيحد من حريتي. مشيرة إلى أنها تقيم حالياً في منطقة عسير مع أهلها، وهي تتسول لكي تستطيع تأمين عيش أسرتها غير مبالية بالأنظمة والقوانين المعمول بها في المملكة. علماً بأنه عثر معها على هاتف جوال حديث بالإضافة إلى مبالغ مالية.