تضطر طالبة في كلية التربية بمحايل عسير (تحتفظ أزد باسمها)إلى قطع مسافة أكثر من 300 كم يومياً ( ذهاباً وإياباً ) من أبها إلى إحدى قرى محايل النائية من أجل التطبيق التربوي ( التدريس ) الذي يشترطه النظام من أجل التخرج . وتقوم الطالبة بالذهاب يومياً عبر ( عقبة شعار ) مع سائق باص خاص مع مجموعة من الطالبات والمعلمات من محل سكنها في أبها إلى مدرسة ثانوية من أجل ( حصتين ) في الأسبوع فقط . ولم تمنع رتابة الروتين وبيروقراطية النظام من إعفاء الطالبة من هذا العذاب اليومي ؛ أو على الأقل تقليص حضورها إلى موعد حصصها فقط . حيث أن النظام يجبرها على الدوام بشكل يومي رغم عدم الحاجة إليه . وتأتي هذه الحالة رغم مسلسل الحوادث المرورية والمآسي والكوارث المرورية التي تعانيها المعلمات جراء رحلات العذاب ؛ لتنظم لها الآن ( فرقة ) الطالبات ، والتي يبدو أن مسؤولي كلية التربية للبنات يجهلون أنهن قد يكن أحد حلقات مسلسل الحوادث المرورية . ولم تعر الكلية ومسؤوليها اهتماماً للظروف الخاصة التي تحكم الطالبة ؛ حيث أنها متزوجة ، بالإضافة إلى ما يعانيه زوجها الشاب - رغم ظروفه المادية الصعبة - من دفع 1200 ريال شهرياً للسائق الذي يتولى إيصال زوجته . وتأمل الطالبة بعد هذه المعاناة أن تجد وظيفة بشكل سريع ؛ لعلها أن تجد مبرراً لهذا العذاب المرير .