بسم الله الرحمن الرحيم سبق أن نشرت هذا المقال قبل سنتين تقريبا وها أنا ذا أنشره مرة أخرى ليعلم الناس من تكون المدعوة حصة آل الشيخ وليعلموا أن استهزاءها بالله تعالى سبقه استهزاء بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وسلف الأمة رحمهم الله الحمد لله القائل (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) فَقَرَن تبارك وتعالى القول عليه بلا علم بأعظم ذنب عُصي به وهو الشرك واصلي واسلم على البشير النذير القائل في الحديث المتواتر (مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) .. وبعد ها نحن والله اعلم .. في زمن الرويبضات ، زمن قال فيه صلى الله عليه وسلم (سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق و يؤتمن فيها الخائن و يخوّن فيها الأمين و ينطق فيها الرويبضة قيل : و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) رواه ابن ماجه وصححه الألباني والغريب في رويبضات هذا الزمن المفتونين بأهوائهم أنهم لا يتورعون أبدا عن هدم أصل من أصول دينهم بكل بساطة أو رد آية قرآنية أو حديث صحيح أو أن يفتروا على سلف هذه الأمة وعلمائها بكذب مفضوح واضح أو أن يتأولوا كلامهم على نحو لا تحتمله نصوصهم ، فعجبا لهم كيف استشرت وقاحتهم .. فمثلا قرأت مقالا لكاتبة تدعى حصة محمد آل شيخ .. هداها الله نشر في جريدة الوطن في يوم السبت الموافق (12/11/1430ه) تحت عنوان (إنسانية المرأة.. ومسؤولية الفقهاء والمحدثين) شحذت فيه الكاتبة مقالها بعدد من الأكاذيب والافتراءات على رسول الله صلى الله عليه وسلم بتكذيب أحاديثه الصحيحة الثابتة التي نُقلت إلينا بالإسناد الصحيح الذي لا تعرف الكاتبة قدره في ديننا و كذلك بتهكمها بأقوال الصحابة رضي الله عنهم كابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن الذي دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يفقه الله في الدين وأن يعلمه التأويل ثم على علماء الأمة الإسلامية الأخيار من أهل السنة والجماعة وسأبين بعض ذلك بإذن الله تعالى في هذه الأسطر التي أسأل الله عز وجل أن يجعل ما فيها نصرا للحق وردا للباطل إن الباطل كان زهوقا .. ***************** افتتحت الكاتبة مقالها فقالت : " يصر مكنون اللاوعي رافضاً مطالبة العقل المتكررة ، إزاحة اللبس عن نظرة الإسلام للمرأة" انتهى قلت : ليتك بقيت على لا مكنونك الذي تعلمتي فيه أصول هذا الإسلام ولكن أبى عقلك المزعوم إلا أن يلقيك في المهالك. ثم تقول الكاتبة " في الحديث التالي تتجلى عبودية المرأة للرجل في صورة الجزاء الأخروي إن جنة أو نار!! (انظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك) صحيح الجامع 1509، في مخالفة صريحة لآيات المساواة "أصلية التكوين والتكليف" الموجبة لعبادة الله وحده" انتهى قلت إن الحديث الذي لم يوافق عقل الكاتبة والتي ترى فيه مخالفة صريحة لعبودية الله وحده هو في الحقيقة ليس متناقضا مع كتاب الله عز وجل بل هو متناقض مع فهمها السقيم الأجوف فإن كتاب الله سبحانه وتعالى لا يتناقض أبدا مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة فمثلا الحديث الذي رواه الطبراني واحمد والبيهقي وصححه الشيخ الألباني عن طلحة بن معاوية السلمي رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله قال " أمك حية " قلت نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم "ألزم رجلها فثم الجنة" أي (أَنَّ الْجَنَّة أَيْ نَصِيبك مِنْهَا لَا يَصِلُ إِلَيْك إِلَّا بِرِضَاهَا بِحَيْثُ كَأَنَّهُ لَهَا وَهِيَ قَاعِدَة عَلَيْهِ فَلَا يَصِلُ إِلَيْك إِلَّا مِنْ جِهَتهَا فَإِنَّ الشَّيْء إِذَا صَارَ تَحْت رِجْلَيْ أَحَد فَقَدْ تَمَكَّنَ مِنْهُ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهِ بِحَيْثُ لَا يَصِلُ إِلَى آخَر مِنْ جِهَته)انتهى ، حاشية السندي على ابن ماجة ، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن بِر المسلم لأمه هو طريق يوصله بإذن الله تعالى إلى الجنة وليس المقصود فيه عبودية الإنسان لأمه فهل تفهم منه الكاتبة "الفقيهة" أن المسلم إذا بذل قصارى جهده في بر أمه أن في ذلك تعارض مع عبودية الله !! سبحان الله أما فهم أهل العلم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يرق للكاتبة فهو كما ذكره صاحب فيض القدير في شرح هذا الحديث حيث قال : (( انظري ) أيتها المرأة التي هي ذات بعل ( أين أنت منه ) أي في أي منزلة أنت منه أقريبة من مودة مسعفة له عند شدته ملبية لدعوته أم متباعدة من مرامه كافرة لعشرته وإنعامه ( فإنما هو ) أي الزوج ( جنتك ونارك ) أي هو سبب لدخولك الجنة برضاه عنك وسبب لدخولك النار بسخطه عليك فأحسني عشرته ولا تخالفي أمره فيما ليس بمعصية )انتهى ويؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت ) رواه ابن حبان وصححه شعيب الأرنؤوط ولكن الكاتبة هداها الله تريد لوي النص حتى يوافق ما قدّمت به من تعارض الحديث الشريف مع العبودية لله تعالى وهذا ليس خللا في تفكيرها فحسب بل استهتار بأفهام الناس أيضا ***************** تقول الكاتبة : وباستدعاء قصة خروج آدم من الجنة في صياغتها التوراتية، تتوحد حواء بالحية والشيطان ليتم إنتاج خطاب يعزف على نغمات التخلف، فحديث (إن المرأة إذا أقبلت أقبلت بصورة شيطان) يعلق النووي عليه قائلاً: فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه له، رواه مسلم . انتهى قلت : يا سبحان الله : كيف اصبح حديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح (خطابا يعزف على نغمات التخلف) وهذه اللفظة أترك حكم قائلها لمشائخنا الفضلاء .. أما هذا الحديث الصحيح المذكور في صحيح مسلم الذي لم يرق للكاتبة أيضا وهو بأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن المرأة تقبل في صورة شيطان فقد رواه مسلم وروى نحوا منه أبو داوود والترمذي واحمد والطبراني والبيهقي والنسائي وابن حبان وغيرهم من محدثين الأمة الأعلام الذين فاتتهم ملاحظات الكاتبة على الحديث فخرّجوه في كتبهم بالأسانيد الصحيحة الثابتة كما فات علماء الجرح والتعديل على مدار القرون الإسلامية الماضية أيضا ملاحظات الكاتبة حتى صححوا الحديث الشريف ووثقوا رجاله مع العلم أننا لسنا بحاجة إلى البحث عن صحة مثل هذا الحديث وقد ورد في صحيح مسلم الذي أطبقت الأمة على صحته وتلقته بالقبول فيا لفطانة هذه الكاتبة .. أما في قول الكاتبة " يعلق عليه النووي قائلا " .. الخ فسأنقل إليكم نص المصنف من دون تحريف الكاتبة بما يوافق هواها قال رحمه الله تعالى : (- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الْمَرْأَة تُقْبِل فِي صُورَة شَيْطَان وَتُدْبِر فِي صُورَة شَيْطَان فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدكُمْ اِمْرَأَة فَلْيَأْتِ أَهْله فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدّ مَا فِي نَفْسه ) وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( إِذَا أَحَدكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَة فَوَقَعَتْ فِي قَلْبه فَلْيَعْمِدْ إِلَى اِمْرَأَته فَلْيُوَاقِعهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدّ مَا فِي نَفْسه ) . هَذِهِ الرِّوَايَة الثَّانِيَة مُبَيِّنَة لِلْأُولَى . (ارجوا الانتباه لمعنى الحديث عند المصنف) وَمَعْنَى الْحَدِيث: أَنَّهُ يُسْتَحَبّ لِمَنْ رَأَى اِمْرَأَة فَتَحَرَّكَتْ شَهْوَته أَنْ يَأْتِي اِمْرَأَته أَوْ جَارِيَته إِنْ كَانَتْ لَهُ ، فَلْيُوَاقِعهَا لِيَدْفَع شَهْوَته ، وَتَسْكُن نَفْسه ، وَيَجْمَع قَلْبه عَلَى مَا هُوَ بِصَدَدِهِ . قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الْمَرْأَة تُقْبِل فِي صُورَة شَيْطَان وَتُدْبِر فِي صُورَة شَيْطَان ) قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ الْإِشَارَة إِلَى الْهَوَى وَالدُّعَاء إِلَى الْفِتْنَة بِهَا لِمَا جَعَلَهُ اللَّه تَعَالَى فِي نُفُوس الرِّجَال مِنْ الْمَيْل إِلَى النِّسَاء ، وَالِالْتِذَاذ بِنَظَرِهِنَّ ، وَمَا يَتَعَلَّق بِهِنَّ ، (لاحظوا أن الكاتبة لم تنقل الكلام الذي بعد قول المصنف قال العلماء ولكن بدأت من جملة فهي شبيهة بالشيطان حتى توهم القارئ انه ابتداء الكلام وليس كلام مبني على كلام قبله ) فَهِيَ شَبِيهَة بِالشَّيْطَانِ فِي دُعَائِهِ إِلَى الشَّرّ بِوَسْوَسَتِهِ وَتَزْيِينه لَهُ . وَيُسْتَنْبَط مِنْ هَذَا أَنَّهُ يَنْبَغِي لَهَا أَلَّا تَخْرُج بَيْن الرِّجَال إِلَّا لِضَرُورَةٍ ، وَأَنَّهُ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ الْغَضّ عَنْ ثِيَابهَا ، وَالْإِعْرَاض عَنْهَا مُطْلَقًا) انتهى وبعد هذا التدليس من الكاتبة المدلسة اترك النظر في ذلك للقراء الكرام .. أما الحديث الصحيح الثابت الوارد في صحيح مسلم الذي قالت عنه الكاتبة بأنه "خطاب يعزف على نغمات التخلف" فأذكر بترك الحكم عليها في ذلك لعلماء البلد .. ***************** ومن افتراءات الكاتبة الغريبة العجيبة تعمدها الكذب على ابن القيم رحمه الله تعالى بكل وقاحة حيث قالت الكاتبة : " فابن القيم في كتابه روضة المحبين يقول: قالت طائفة :لا يجب على الزوج مجامعة زوجته فإنه حق له إن شاء استوفاه وإن شاء تركه، وقال أخرى: يجب على الزوج وطؤها في العمر مرة واحدة ليستقر لها الصداق!، كيف تكون المرأة فتنة وغواية وشرها الجنسي مستفحل، ويستقيم لها هذا الحكم؟!! إنه لمكر- وربي-عظيم. " انتهى قلت وأنا انقل إليكم كلام ابن القيم رحمه الله تعالى بنصه حتى يرى الناس تحريف الكاتبة وافتراءها على عالم من اكبر علماء أهل السنة والجماعة قال ابن القيم رحمه الله : وقد اختلف الفقهاء هل يجب على الزوج مجامعة امرأته فقالت طائفة : لا يجب عليه ذلك فإنه حق له فإن شاء استوفاه وإن شاء تركه بمنزلة من استأجر دارا إن شاء سكنها وإن شاء تركها وهذا من أضعف الأقوال والقرآن والسنة والعرف والقياس يرده.. الخ (لا حظوا أن الكاتبة لم تذكر قول ابن القيم رحمه الله وهذا اضعف الأقوال لتفتري عليه الكذب) ثم قال رحمه الله في تتمة المسألة : وقالت طائفة : يجب عليه وطؤها في العمر مرة واحدة ليستقر لها بذلك الصداق وهذا من (جنس القول الأول) (وهذا باطل من وجه آخر) فإن المقصود إنما هو المعاشرة بالمعروف والصداق دخل في العقد ...الخ (لاحظوا أن الكاتبة لم تنقل قول ابن القيم رحمه الله في قوله وهذا من جنس الأول أي من جنس القول الأول في بطلانه ولا في قوله وهذا باطل من وجه آخر لتفتري على هذا العالم الجليل الكذب) ثم قال رحمه الله في تتمة المسألة : وقالت طائفة ثالثة : يجب عليه أن يطأها في كل أربعة أشهر مرة واحتجوا على ذلك بأن الله سبحانه وتعالى أباح للمولي تربص أربعة أشهر وخير المرأة بعد ذلك إن شاءت أن تقيم عنده وإن شاءت أن تفارقه فلو كان لها حق في الوطء أكثر من ذلك لم يجعل للزوج تركه في تلك المدة وهذا القول وإن كان أقرب من القولين اللذين قبله فليس أيضا بصحيح .. الخ ثم ختم المسألة رحمه الله بالقول الراجح عنده وقالت طائفة أخرى : بل يجب عليه أن يطأها بالمعروف كما ينفق عليها ويكسوها ويعاشرها بالمعروف بل هذا عمدة المعاشرة ومقصودها وقد أمر الله سبحانه وتعالى أن يعاشرها بالمعروف فالوطء داخل في هذه المعاشرة ولا بد قالوا وعليه أن يشبعها وطئا إذا أمكنه ذلك كما عليه أن يشبعها قوتا وكان شيخنا رحمه الله تعالى يرجح هذا القول ويختاره (فسبحان الله ما أجرأ هذه الكاتبة المفترية على الافتيات على العلماء بكل وقاحة فذكرت القولين الذي قال عنهما هذا الإمام أنها باطلة وتركت القول الصواب الموافق لحقوق الزوجية الشرعية في الإسلام حتى تشوه صورة علماء المسلمين فحسبنا الله ونعم الوكيل ) ***************** ثم قالت الكاتبة: " ويقصر حبر الأمة ابن عباس الشغل ب: افتضاض العذارى!! في تفسيره لآية "إن أصحاب الجنة اليوم في شغل.." أهذا فقط شغلهم في الجنة؟! قلت تجاسرت الكاتبة أيضا إلى حد التهكّم بقول حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه والإنكار عليه بكل وقاحة دون أن تتعنى جهدا في الترضي عنه ولو على سبيل المجاملة للرأي العام المسلم المحب لصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم .. ثم دعوني أقول لكم أليست هذه الآية التي لم يرق للكاتبة تفسيرها في الجنة .. بلى هي في الجنة فإذا كانت في الجنة فما ضر أهلها من المسلمين والمسلمات أن يشتغلون بالنكاح والاستمتاع بالجماع وقد ذكر الله تعالى الحور العين وذكر أوصافهن ورغّب فيهن ووعد من يدخل الجنة بهن فما الذي اغضب الكاتبة من اشتغال أهل الجنة بالنكاح الذي رزقهم الله إياه في الجنة وجعله ثوابا على طاعتهم له في الدنيا هل في هذا إشكال ؟.. هل في هذا إشكال ؟ سبحان الله ، وبالمناسبة دعوني أسوق لكم تفسير العلماء لهذه الآية حتى يتبصّر الناس لسموم هذه الكاتبة وليعلم الناس من من العلماء قال بقول حبر الأمة حتى لا يتطاولوا على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى علماء الأمة الثقات كما تطاولت كاتبة المقال قال ابن كثير رحمه الله تعالى ( { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57) سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) } يخبر تعالى عن أهل الجنة: أنهم يوم القيامة إذا ارتحلوا من العَرَصات فنزلوا في روضات الجنات: أنهم { فِي شُغُلٍ [ فَاكِهُونَ } أي: في شغل] عن غيرهم، بما هم فيه من النعيم المقيم، والفوز العظيم. قال الحسن البصري: وإسماعيل بن أبي خالد: { فِي شُغُلٍ } عما فيه أهل النار من العذاب. وقال مجاهد: { فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } أي: في نعيم معجبون، أي: به. وكذا قال قتادة. وقال ابن عباس: { فَاكِهُونَ } أي فرحون. (ثم انظروا من قال بقول حبر الأمة وترجمان القرآن) قال ابن كثير رحمه الله تعالى : قال عبد الله بن مسعود "رضي الله عنه" وابن عباس "رضي الله عنهما" وسعيد بن المُسَيّب وعِكْرِمَة والحسن وقتادة والأعمش وسليمان التيمي والأوزاعي في قوله: { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } قالوا: شغلهم افتضاض الأبكار. انتهى قلت : (سبحان الله كيف جهل الصحابة والتابعين عن فهم كاتبتنا الفقيهة) قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال كما قال الله جلّ ثناؤه ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ) وهم أهلها( فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ) بنعم تأتيهم في شغل، وذلك الشغل الذي هم فيه نعمة، وافتضاض أبكار، ولهو ولذة، وشغل عما يلقى أهل النار. انتهى قلت : يلاحظ أن في كتاب الله سبحانه وتعالى بعض الكلمات تُفسر بمعانٍ عدة كلها سائغة وهذا يسمى في علم التفسير اختلاف تنوع يعني لو أن عالما قال إن معنى قوله تعالى "في شغل فاكهون" يعني جماع الحور العين وقال آخر يعني مشغولين في الأكل والشرب وقال آخر مشغولين في النظر في الجنة .. فكل هذه الأقوال مختلفة ولكن كلها صحيحة لأن المعنى يحتمل كل هذه المعاني احتمالا صحيحا وهذا يسمى كما قلت اختلاف تنوع وضده اختلاف التضاد الذي لا يحتمل فيه المعنى أكثر من معنى واحد وبهذا تتضح أقوال العلماء الماضية . هذا بعض ما يسّر الله إيراده وإلا فقد تبقى ترهات وافتراءات في مقال الكاتبة .. وختاما اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرد ضال المسلمين وأن يهديني وإياكم إلى طريقه المستقيم انه ولي ذلك والقادر عليه والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين و كتبه محمد ابن الشيبة الشهري