كشفت التحقيقات الأولية في قضية مقتل الطالب السعودي المبتعث في اليمن، محمد صالح بن عبدات الكثيري ، أن الحادثة غير مقصودة، فيما تتواصل حالياً التحقيقات في القضية. أوضح ذلك رئيس قسم شؤون السعوديين في سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن رياض بن إبراهيم النفيسة، الذي أشار إلى أن جثمان الطالب نقل لثلاجة المستشفى السعودي الألماني في اليمن، وسيعاينها الطبيب الشرعي غداً. وكشف النفيسة تفاصيل الحادثة قائلاً إن الطالب خرج من المطعم برفقته اثنان من زملائه، ولم يكن هناك في الشارع أي مشاكل، وفجأة سقط الطالب ونقله زملاؤه لأحد المستشفيات، ولكنه توفي قبل 10 دقائق من وصوله للمستشفى الأهلي الذي نقل له حسب تقرير الطبيب، فيما تبيّن أن الطالب أصيب بطلقة في الظهر، واستقرت في القلب؛ ما أدى إلى وفاته، مشيراً إلى أن الدلائل والتحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادثة غير مقصودة، وقد تكون الطلقة جاءت من مكان بعيد، حيث لم يسمع زملاؤه صوت الطلقة حسب إفاداتهم. وبين النفيسة أنه جرى نقل الجثمان لثلاجة المستشفى السعودي الألماني، وتم التواصل مع والد الشاب وتسهيل سفره ووصوله لصنعاء غداً، وتوقع رئيس قسم شؤون السعوديين أن يتم كشف كافة تفاصيل الحادثة خلال اليومين المقبلين. وكان صالح بن عبدات، والد الطالب، قد أوضح أنه وحسب المعلومات التي بلغ بها، "أن ابنه وأحد أقاربه خرجا من أحد مطاعم صنعاء، وكان الهدوء يعم المكان، وفجأة سقط محمد وبدأ ينزف، حيث اتضح تعرضه لطلق ناري في الظهر"، مشيراً إلى أنه نقل للمستشفى في حالة حرجة قبل أن يوافيه الأجل متأثراً بالإصابة. وأكد والد الطالب أن مسؤولي السفارة تفاعلوا معه وكانوا على تواصل معه، مقدماً لهم الشكر على تعاونهم، وأوضح أنه بصدد المغادرة غداً إلى صنعاء. كما ذكر والد الطالب، أن محمد يبلغ من العمر 23 عاماً، وابتعث للدراسة في جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء، مشيراً إلى أنه عقد قرانه على خطيبته قبل نحو شهرين فقط. من جهته أكد الملحق الثقافي في اليمن عبدالرحمن بن سعد الحسينان أن التحقيق جارٍ حالياً في قضية الطالب الكثيري، الذي تُوفِّي إثر إصابته بطلق ناري بعد مغادرته أحد المطاعم القريبة من القصر الرئاسي في صنعاء، مبيناً أن المنطقة التي قُتل فيها الطالب لم تكن منطقة اشتباكات أو إطلاق نار، ولم يتم التعرف حتى هذه اللحظة على مصدر الرصاصة. وقدّم الحسينان تعازيه لأسرة الطالب، وأكد اتخاذ الإجراءات كافة لمعرفة أسباب الحادث. من جهة أخرى تلقى الطلاب السعوديون الدارسون باليمن التعازي في زميلهم الذي كان يدرس بالسنة الثالثة تخصص طب بشري، وكان ضمن مجموعة طلبة سعوديين مضطرين للبقاء في اليمن لإكمال دراستهم. وكان المبتعثون باليمن طالبوا وزارة التعليم العالي بسرعة التحرك وإنفاذ مطالبهم المتمثلة بتوجيه الجامعات الحكومية والأهلية بالسعودية بقبولهم على المستويات الدراسية نفسها، وإعطاء تاريخ البعثة الجديد للحاصلين على قبول من الخارج، وإنهاء وضع الخريجين؛ ليقوموا باختبار المواد المتبقية داخل السعودية بالتنسيق مع الجامعات اليمنية؛ حتى لا يضطروا لتقديم شهداء آخرين.