حذر استشاري جراحة القدم السكرية الدكتور خالد إدريس من استخدام الخلطات الشعبية والأعشاب التي يدعي مسوقوها قدرتها على علاج تقرحات «القدم السكرية»، مؤكداً في الوقت ذاته أنها قد تكون سبباً في تفشي الغرغرينا ومن ثم البتر. ووفقاً لخبر أعدته الزميلة لارا أبو هليل، قال الدكتور إدريس ل «الحياة»: «إن الخلطات الشعبية تعمل على تجفيف الخلايا موضع الجرح وتلوثه، ما يؤدي إلى تفشي الغرغرينا، التي يعود السبب الرئيس في انتشارها داخل الأنسجة إلى موت الخلايا في الأطراف لصعوبة انتقال الدم إليها». وأوضح أن أعداد المصابين بالقدم السكرية في السعودية تتراوح بين 600 ألف ومليون مصاب، مضيفاً: "تقدر نسب الإصابة بأمراض القدم السكرية من المرضي غير الملتزمين بتنظيم مستوى السكر في دمهم إلى 50 في المئة، إذ يتعرضون إلى الإصابة بتلف الإطراف العصبية، ويصاب 25 في المئة منهم بتقرحات قدم سكرية، وغالبية تلك الحالات تنتهي ببتر القدم». واستطرد بالقول: «إن 80 في المئة من حالات التهاب وتقرحات القدم السكرية يمكن تفاديها في حال إخضاع مريض السكري لتوعية وتثقيف بطرق العناية بالقدم، لاسيما وأن مرض السكري يفقد المريض الإحساس بالأطراف». مشيراً إلى أن أهم تلك التعليمات تنص على عدم ارتداء الأحذية الضيقة وغير الطبية، والعناية بنظافة القدم وعدم استخدام الخلطات الشعبية في علاج التقرحات. وبحسب إدريس فإن جراحة القدم والكاحل والقدم السكرية يعد تخصصاً حديثاً ونادراً ليس في السعودية فقط بل في العالم كله، خصوصاً وأنه يعتبر تخصصاً موجوداً في أميركا فقط. وزاد: «بدأ تخصص جراحة القدم والكاحل والقدم السكرية في أميركا منذ نحو 30 عاماً ولكنه لم يأخذ وضعه إلا خلال السنوات ال 15 الماضية، بسبب زيادة السكان في العالم التي أوجدت حاجة كبيرة لاستشاريي جراحة في هذا المجال». ونوه إلى طول المدة الدراسية لاختصاص جراحة القدم والكاحل والقدم السكرية في أميركا، موضحاً أنها تمتد في أميركا من 12 إلى 14 عاماً بعد الانتهاء من الثانوية، للوصول إلى درجة استشاري. وقال: «دراسة الطب في أميركا عموما تستغرق ثمانية أعوام، تتم خلالها دراسة العلوم لمدة أربعة أعوام بعد الثانوية، ثم أربعة أعوام للطب، وبعدها من ثلاث إلى خمس سنوات للحصول على الزمالة». ولفت إلى وجود خريجي طب مختصين في المملكة في هذا المجال، وفي حال رغبتهم إكمال دراستهم في أميركا يجب أن يدرسوا أربعة أعوام، وبعدها بين سبع و10 سنوات للحصول على درجة استشاري.
