تراجع عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عن رأيه الفقهي المتعلق بلبس المرأة للعباءة على الكتف، إذ أجاز ذلك شريطة أن تكون العباءة غير لافتة للنظر. وقال المنيع «أول ما بدأت العباءة على الكتف قبل خمس سنوات أو نحوه كنا نستنكرها ونقول لا يجوز؛ لأن هذا نوع من الشذوذ في اللباس ونحو ذلك، وأن المرأة التي تلبس العباءة بهذه الصفة قد تكون محل استهداف وقد تؤذى أو يظن بها الظن السيئ». وأضاف «لكن اليوم نظرا لأنه كثر الآن لبس العباءة على الرأس أو الكتف، فنقول لا يظهر بأس في ذلك، لكن بشرط ألا تكون العباءة ضيقة أو خفيفة تبرز مفاتن المرأة، فإذا كانت عباءة ساترة ليس فيها ما يدعو إلى لفت النظر إليها فلا يظهر مانع من ذلك». وفي سؤال عن حكم تشقير الحواجب أجاب المنيع بقوله «اختلف الفقهاء في التشقير فبعضهم ينهى عنه ويقول إنه من قبيل النمص ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لعن الله النامصة)، وهم يعرفون أن النمص نتف الشعر وهذا ليس نتفا». ويضيف «لكنهم يعللون إلحاقه بالنمص لقوله صلى الله عليه (المغيرات خلق الله)، والذي يظهر لي النص الصريح في النص ويعني النامصة والمتنمصة، والنمص نتف الشعر». وأوضح أن التشقير جائز شرعا «التشقير الذي عرفناه من بناتنا وأخواتنا هو صبغ الشعر فقط، وإن كان صبغه بلون البشرة أو بأي لون وهو ما لا يعتبر نمصا أو نتفا، فإذا كان مجرد صبغ للشعر من غير تعرض له لا بنتف ولا حلق ولا تقصير أو غيره فلا يظهر لي فيه مانع». وأجاز المنيع أيضا التصوير الفوتوغرافي وقال إنه «ليس تصويرا، فهو حبس للظل، بمعنى عكس الصورة الحقيقة لخلق الله تعالى، وبناء على ذلك قال مجموعة من أهل العلم إن الصور الفوتوغرافية لا تدخل في التصوير المنهي عنه». لكنه بين أن بناء المجسمات والتماثيل غير جائز «التصوير إذا كان بفعل الإنسان نفسه ومعه مرسم وألوان ويصور فهذا لا يجوز، وورد فيه النهي بقوله صلى الله عليه وسلم (لعن الله المصورين) وكذلك الحديث الوارد بشأن المصور وأنه يؤتى بصوره يوم القيامة ويطلب منه على سبيل التحدي والتعجيز نفخ الروح وليس بقادر». وأضاف «والحكم نفسه كذلك في ما يتعلق بهذه المجسمات سواء كانت من البلاستيك أو القطن أو العهن والصوف أو الجبس، فكل ذلك يعتبر من التصوير المحرم». وفي ما يتعلق بتصوير الحفلات وتداول الصور رأى عضو هيئة كبار العلماء أن ذلك محظور وغير جائز «نظرا إلى أن التصوير قد يترتب عليه بعد ظهور الصور، وصولها إلى أيد أجنبية وهي صورة لامرأة أو مجموعة من النساء بأبهى زينتهن وتتناقلها الأيدي الأجنبية فهذا محظور ولا يجوز وفيه هتك لعورات النساء». وأضاف «ينبغي أن نتق الله في عورات النساء وعلينا أن نحفظ كرامتهن وعوراتهن». وذكر أن تصوير الحفلات لا يجوز «لأن هناك احتمالا قويا لتسرب هذه الصور إلى أيد أجنبية، وفي نفس الوقت تظهر المرأة وهي في أبهى زينتها، فهذا لا يجوز لما يترتب عليه من آثار سيئة».