محمد عبدالله آل شملان محمد عبدالله آل شملان – مدير الإعلام التربوي – وادي الدواسر تتجمع للإنسان الذكريات على مدى الأيام وتتكون بعضها في لحظاتها، يختزنها عقله ويحتضنها فكره قبل أن يدونها يراعه.. وهكذا كانت الكلمات التي بدأ بها عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وكان ذلك قبل ثماني سنوات من الآن وتحديداً في 26/6/1426ه عندما قال: (إنني إذ أتولى المسؤولية بعد الراحل العزيز، وأشعر أن الحمل ثقيل، وأن الأمانة عظيمة، استمد العون من الله -عزوجل- وأسأل الله سبحانه أن يمنحني القوة على مواصلة السير في النهج الذي سنه مؤسس المملكة العربية السعودية العظيم جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- واتبعه من بعده أبناؤه الكرام -رحمهم الله- وأعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً والإسلام منهجاً، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة، ثم أتوجه إليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري، وأن تعينوني على حمل الأمانة، وأن لا تبخلوا عليّ بالنصح والدعاء. والله أسأل أن يحفظ لهذه البلاد أمنها وأمانها، ويحميها ويحمي أهلها من كل مكروه، ولاحول ولاقوة إلا بالله العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته). عندما وحَّد صقر الجزيرة العربية الراحل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- أرض الجزيرة العربية تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وعندما أرسى دعائم الحكم السعودي بعد مبايعته للمملكة العربية السعودية، فقد ترك له أبناء جاءوا من بعده ليحكِّموا كتاب الله في أرضه وليسيروا على الطريق السليم الذي نهجه والدهم في توطيد الأمن والأمان والرخاء والسعادة لأبناء هذا الوطن الغالي مملكتنا الحبيبة. جاء الملك سعود وبعده الملك فيصل ثم الملك خالد يليه الملك فهد -رحمهم الله وتغمدهم بواسع رحمته- فكل منهم قد أعطى وتفانى في خدمة هذا البلد المعطاء ومن أجل مواصلة مواكب الخير تم مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- مليكاً للمملكة العربية السعودية في شهر جمادى الآخرة 26 / 6 / 1426ه. وكان ذلك اليوم يعد منعطفاً جديداً في تاريخ المملكة من أجل الاستمرار في البناء، فقاد -حفظه الله- هذه النهضة الحديثة الشاملة لكافة الميادين في أرجاء المملكة تحت قيادته الحكيمة ومثابرته المستمرة ورغبته الأكيدة في إسعاد المواطن في كل المجالات في المدينة والقرية والهجرة، وأعطى دروساً في الشجاعة والرجولة والمروءة، وتنساب من بين ثناياه الأفعال التي تسبق الأقوال، جبينه يغتسل بضياء الحق، ولسانه يلهج بقول الصدق، رجل يتجاوب مع كل نداء ويتفاعل مع كل ما من شأنه راحة وإسعاد المواطنين في سماحة وعطف أبوي وتفهم لأمورهم وتقدير لحاجاتهم، إنه رجل شجاعة وحكمة ومروءة ورجولة وتواضع، كما أنه كالغيث أينما حل، حلَّ معه الخير والعطاء والنماء، فكان بناء الإنسان السعودي من أبرز منجزات العصر الحديث، وأهم الأدوات لتكريس مرتكزات الدولة الحديثة، وبناء مجتمع التقدم والحضارة، من هنا فإن مشاعري في هذا اليوم المبارك بمناسبة مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز تدعو للفخر والاعتزاز، فهذا اليوم يعني تذكيرنا بيوم بيعة قائد مسيرتنا الكبرى، ويكفينا فخراً ما حققته قيادتنا الحكيمة عبر السنوات الماضية من خلال الخطط الطموحة للتنمية الشاملة التي شهدتها بلادنا العزيزة والتي تعد مثالاً يحتذى به في دول عديدة تسير في مجال التنمية. وفي هذا اليوم لا نملك إلا الدعاء الذي فاضت مشاعري بهذه الأبيات: إلهي بلادي أنت أعليت قدرها فباركْ بها شعباً وأرضاً ومُّدَها من الخير واحفظ حبها في قلوبنا فإنا لما أودعت فيها نحبها ومُّدَّ لعبدالله عمراً من التقى حبيب قلوب الشعب من شاد مجدها وزف له منا من الحب باقة مدى الدهر لا يبلى شذاها وندها