احتفى الوطن والمواطنون بالذكرى الثامنة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله" خلفاً وامتداداً لجميع الملوك الأكارم الذين تعاقبوا على المملكة بالعدل والرعاية الكريمة منذ التاسع عشر من شوال 1319ه. يأتي هذا الاحتفاء بهذه الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعا مجددين بذلك ولاءنا وإعزازنا وانتماءنا لوطننا ولقائد مسيرتنا المباركة القائد الأب الحاني عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وأمد في عمره المديد لما قدمه ويقدمه أيده الله بنصره لبلده ولشعبه من خدمات جليلة وأيضاً للعالمين العربي والإسلامي وللعالم أجمع التي تهدف كل تلك الخدمات العظيمة إلى الحفاظ على الأمن والأمان والسلم الدوليين ولما فيه من رقي البشرية ورفاهيتها، ونحن إذ نحتفي بثمانية أعوام من البناء والخير والإنجازات الضخمة والهائلة في ظل الانجازات وفي ظل مسيرة العطاء تحت قيادته الرشيدة". الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - رجل دولة ورجل إصلاح وصانع سلام، وقد تحققت في عهده إصلاحات على المستويات كافة، وقنن كثيراً من إجراءات الدولة لتصبح دولة مؤسساتية تتوافر فيها مقومات الاستدامة والنمو والمرونة لقد أثبت - أيده الله - ومن خلال الظروف التي مرت بها المملكة في عهده الميمون، والظروف التي تمر بها المنطقة التي تحيط بها، أنه ملك يقود بلاده ويجنبها المخاطر والحروب والفتن بكفاءة واقتدار، لم يعتد، ولم تستدرجه الاستفزازات، وردع المعتدي ، وأدرك بخبرته ونظرته الثاقبة وعمق تجربته السياسية ما تكيد به الدول المعادية والمنافسة لدولته، فوقف متصدياً لكل ذلك بحزم وذكاء وقوة، وبلغ بالعقل والحكمة والرفق مالم يبلغه غيره بالسلاح والقوة والعتاد إن هذه المناسبة الكريمة تذكرنا بواجب الشكر لله عز وجل على ما من به علينا من قائد رحيم وملك كريم يسعى لخدمة شعبه ويهمه أن تحظى بلاده بأفضل المراكز المتقدمة في كل ميدان فلله الحمد والمنة على هذا التوفيق، ونسأله تعالى أن يطيل في عمر مليكنا الوالد الحاني، وأن يمد بالسداد عضده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء حفظهما الله. في خلال هذه السنوات مرت احداث غير مسبوقة سواء كانت سياسية او اقتصادية والحمد لله الذي سخر لهذا البلد قائدا فذا استطاع بتوفيق الله وفضله ان يجنب البلاد تبعات هذه الاحداث وان يقودنا الى نهضة تنموية شاملة يستطيع اقل الاشخاص انصافا ان يلمسها في جميع نواحي الحياة سواء كان ذلك من خلال تحديث البنية التحتية او بناء المدن الاقتصادية والمدن الجامعية والاهتمام بالتعليم العام والتدريب المهني وقطاع الصحة والمواصلات وغيرها من القطاعات الاخرى او المشاريع والانجازات الذي لايكفي المجال لذكرهاتأتي ذكري بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله - ورعاه وقد تحقق ما وعد به من تطوير لمرافق الدوله بما يتفق مع حاجه البلاد في ظل الظروف المعاصرة لتبقي مملكتنا العزيزة في مصاف الدول الرائدة في التنمية والعطاء، فما نشاهده من تطور في المجال التشريعي والقضائي والاداري والصحي، وهذه القفزات المذهلة في قطاع التعليم وبالذات في مجال التعليم العالى وتضاعف اعداد الجامعات وازدياد نسبة القبول بها خير شاهد علي ذلك. ولم يقتصر هذا التطور على الكم فقط بل شمل الكم والكيف والنوع، فهذه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية شامخة في جبين تاريخ العلم والبحث والتقنية، وتلك جامعة الملك سعود للعلوم الصحية وغيرهما، كما ان هديته -حفظه الله- للفتاة السعودية المتمثلة في جامعة الاميرة نورة بنت عبدالرحمن التي تعتبر اضخم جامعة نسائية في العالم، اضافة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي سيزود الوطن بالاف المتخصصين الذين سيسهمون باذن الله في التنمية والبناء، كما شهد القطاع الصحي في عهد خادم الحرمين الشريفين نقلة نوعية علي كافة المستويات الوقائية والعلاجية والتشخيصية والتأهيلية، حيث انجز مؤخراً عدداً من المشاريع من اهمها افتتاح مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز بالرياض، وكذلك وضع حجر الاساس لمشروع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث، وافتتاح مقر جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بالحرس الوطني. ولا ننسي الاهتمام الكبير الذي حظيت به المدينتان المقدستان مكةالمكرمة والمدينة المنورة والحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة من توسعة وتطوير يتناسبان مع الحاجات المستقبلية لخدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله صلي الله عليه وسلم بشكل لم يشهد له التاريخ مثالاً، وذلك استمراراً لرساله هذه البلاد المباركة في خدمة الاسلام والمسلمين ورفع راية التوحيد والحق والسلام. والملك عبدالله بن عبدالعزيز هو رجل الحوار، فهو من ارسى دعائم الحوار الوطني والاسلامي والعالمي في سوابق لم يشهد لها تاريخ البشرية المعاصر مثالاً. فلقد سعى حفظه الله لايجاد اسس وقواعد للحوار بين ابناء البشر لتحقيق السلام والتعايش والابتعاد عن الحروب والتنافس السلبي لتتفرغ البشرية للتنافس الايجابي في معارك البناء والتنميه وخدمة الانسان وتحقيق المعنى الحقيقي لخلافة الانسان في هذه الارض، ولا ننسى دوره رعاه الله في رأب الصدع العربي، والتسامي علي الجراح في سبيل جمع كلمة العرب والمسلمين وتوحيد صفوفهم. هذه لمحات موجزة لما حققه - حفظه الله - من عطاءات في ارقى صورة من صور الوفاء من قائد لامته، فهنيئاً لنا بقائد مثل عبدالله تربي في مدرسة عبدالعزيز فكان نعم الاستمرار لوالده واخوانه الذين سبقوه رحمهم الله، وحقاً علينا ان نبادله الوفاء بوفاء، والعطاء باخلاص وعمل. سائلين الله ان يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه